منذ الأحد، قتل 462 مدنيا كما أصيب أكثر من ألفين آخرين بجروح، في غارات جوية وقصف صاروخي ومدفعي طال مدن وبلدات الغوطة الشرقية.
لليوم السادس على التوالي، واصلت قوات النظام السوري قصف الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، قبل تصويت في مجلس الأمن الدولي على هدنة لمدة شهر تضع حدا لمعاناة مئات آلاف المدنيين.
ومنذ الأحد، قتل 462 مدنيا كما أصيب أكثر من ألفين آخرين بجروح، في غارات جوية وقصف صاروخي ومدفعي طال مدن وبلدات الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، في أسبوع من بين الأكثر دموية في هذه المنطقة منذ بدء النزاع في العام 2011.
وبالاضافة إلى القتلى الذين وثقهم المرصد السوري لحقوق الإنسان، لا يزال كثيرون عالقين تحت أنقاض الأبنية المدمرة، فضلا عن جرحى منتشرين في المرافق الطبية التي لم تسلم من القصف.
وأرجأ مجلس الأمن الدولي مرتين موعد اجتماعه الجمعة للتصويت على مشروع قرار جرى تعديله بعد اعتراض روسي وينص على وقف لإطلاق النار في سوريا لمدة شهر.
لكن الرئيس الدوري لمجلس الأمن سفير الكويت منصور العتيبي أعلن لاحقا أن المجلس "يواصل العمل على فقرات" من مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في سوريا، وبات "قاب قوسين من إقراره".
وتابع السفير الكويتي "نكاد نصل"، وأدلى بتصريحه وهو محاط بسفراء الدول التسع غير الدائمة العضوية في مجلس الأمن، في مبادرة لتأكيد "وحدة" مجلس الأمن في مطالبته بوقف إطلاق النار في سوريا، بحسب قوله.
وتشارك الطائرات الروسية، وفق المرصد السوري، في قصف الغوطة.
وأسفر القصف المتواصل الجمعة عن مقتل 32 مدنيا بينهم 6 أطفال، وفق المرصد الذي كان أفاد في وقت سابق الجمعة بمقتل 9 مدنيين، لكن الحصيلة تواصل الارتفاع مع استمرار القصف الذي أصاب نحو 200 آخرون بجروح.
وبعد فشل مجلس الأمن الدولي الخميس في الاتفاق على مشروع قرار ينص على هدنة لمدة شهر للسماح بدخول المساعدات الإنسانية وإجلاء الجرحى، عاد ليجتمع الجمعة للتصويت على مشروع معدل.
وتتضمن الصيغة الأخيرة لهجة مخففة إذ تنص على أن المجلس "يطالب" بوقف لإطلاق النار بدلا من "يقرر"، كما أن الهدنة لا تطبق على "أشخاص وجماعات وتعهدات وكيانات مرتبطة" بتنظيمي القاعدة وداعش، وكانت صيغة سابقة تتحدث عن التنظيمين فقط.
ورغم التعديلات، لم يتضح بعد ما إذا كانت روسيا، التي عطلت في السابق قرارات عدة تدين النظام السوري، ستدعم مشروع القرار.
ووجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رسالة مشتركة الجمعة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ليطلبا منه الموافقة على مشروع القرار.
لكن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف انتقد مشروع القرار، وقال "لكي يكون هذا القرار فعالا -ونحن مستعدون للموافقة على نص يكون كذلك- نقترح صيغة تتيح جعل الهدنة فعلية وقائمة على ضمانات من قبل جميع الذين هم داخل وخارج الغوطة الشرقية".
وأعلنت موسكو الخميس أنها عرضت على الفصائل إجلاء مقاتليها مع عائلاتهم من الغوطة على غرار حلب، إلا أن "جبهة النصرة وحلفاءها رفضوا".
وأكدت أبرز الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، وبينها جيش الإسلام وفيلق الرحمن، في رسالة إلى الأمم المتحدة رفض أي "تهجير للمدنيين أو ترحيلهم".
وقال المتحدث باسم فيلق الرحمن وائل علوان إن الفصائل ترفض أيضا إجلاء مقاتليها.
ويتزامن التصعيد حاليا مع تعزيزات عسكرية في محيط الغوطة الشرقية تُنذر بهجوم بري وشيك لقوات النظام.
aXA6IDE4LjIxNi4xMDQuMTA2IA== جزيرة ام اند امز