موقع مقرب من خارجية إيران: أيام عصيبة تنتظرنا بسوريا
تقديرات حديثة قدرت تكلفة المغامرة الإيرانية التوسعية في الشرق الأوسط لإنقاذ النظام السوري بـ36 مليار دولار.
توقع موقع تحليلي مقرب من وزارة الخارجية الإيرانية، أن يواجه نظام طهران أزمة عصيبة في سوريا خلال الفترة المقبلة، في ظل تصاعد حدة التوتر مع الولايات المتحدة بسبب البرنامج النووي، معتبراً أن الضربات الصاروخية التي استهدفت مواقع عسكرية تابعة لنظام بشار الأسد في دمشق مؤخراً، أدت إلى فوضى في العلاقات الدولية، على حد قوله.
وأشار موقع "إيران دبلوماسي" أو "الدبلوماسية الإيرانية"، الذي يرأس تحريره صادق خرازي أحد أبرز الدبلوماسين الإيرانيين، في تقرير له، إلى أن إيران، التي تدعم مليشيات عسكرية تقاتل إلى جانب النظام السوري، تواجه عراقيل متنوعة مستقبلاً في الأراضي السورية، لافتا إلى أن البداية كانت مع اندلاع أزمة سوق النقد الأجنبي وانهيار العملة المحلية إلى أدنى مستوياتها التاريخية.
واعتبر التقرير أن استمرار انهيار التومان على مدار الأشهر الأخيرة بشكل غير مسبوق، وتقلص المعروض من العملات الأجنبية مثل الدولار سيخلق أزمة لطهران في سوريا، في إشارة إلى صعوبة تدبير نظام الملالي النفقات الطائلة التي تصرف على المليشيات الشيعية المقاتلة بالأراضي السورية، التي على رأسها الحرس الثوري.
ورجح موقع "الدبلوماسية الإيرانية"، ازدياد الضغوط على إيران حال فرض عقوبات أمريكية مجدداً، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن العقوبات المالية الأمريكية لا تزال قائمة رغم الاتفاق النووي المبرم عام 2015، ما سيجعل من توفير العملة الأجنبية أمراً صعباً للغاية في المرحلة المقبلة، وفق قوله.
وفي سياق القلق الإيراني من التداعيات المحتمل أن تتخذها الولايات المتحدة في الفترة المقبلة تجاه أنشطة طهران العدائية، وانتهاكاها بنود الاتفاق النووي، ألمح التقرير إلى أن انسحاب واشنطن سيؤدي إلى خفض إنتاج إيران من النفط الخام إلى 500 ألف برميل يومياً.
وفي الوقت الذي يرزح فيه ملايين من الإيرانيين تحت وطأة الفقر، ما أدى إلى اندلاع انتفاضة غير مسبوقة في البلاد نهاية العام الماضي، كشفت تقديرات حديثة عن أن تكلفة المغامرة الإيرانية التوسعية في الشرق الأوسط لإنقاذ النظام السوري بلغت 36 مليار دولار.
وأسهم الدعم العسكري والمالي الإيراني لنظام دمشق في تفاقم الأزمة السورية، وحرف الصراع باتجاه بعده المذهبي.
ولفتت شبكة "بي بي سي"، في نسختها الفارسية، إلى أنه على الرغم من انعدام الشفافية حول نشاطات إيران من خلال أرقام الاقتصاد الرسمية، فإن مؤسسات دولية مثل الأمم المتحدة قدرت الدعم العسكري الإيراني في سوريا بنحو 6 مليارات دولار سنوياً.
وبدأت شريحة واسعة من الإيرانيين مطالبة النظام بوقف تدخله في الشأن السوري، وعدم هدر المليارات من الدولارات على بقاء الأسد في السلطة.
وظهرت مطالبة الشعب الإيراني لنظامه بالتركيز على الأوضاع الاقتصادية المتردية في الداخل، بدلاً من دعم المليشيات الطائفية بالمنطقة، من خلال الاحتجاجات الشعبية العارمة التي اندلعت في نحو 100 مدينة إيرانية مؤخراً.
aXA6IDQ0LjE5Mi45NS4xNjEg جزيرة ام اند امز