توابع زلزال سوريا.. انكماش بـ5.5% وإعادة إعمار بـ7.9 مليار دولار
قال البنك الدولي، الإثنين، إن زلزالين وقعا في سوريا في فبراير/شباط 2023 ربما يتسببان في انكماش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي 5.5%.
وأشار البنك الدولي إلى أن تكاليف التعافي وإعادة الإعمار في سوريا قد تبلغ 7.9 مليار دولار على مدار ثلاث سنوات.
وأضاف البنك أن تقريره عن التقييم السريع للأضرار والاحتياجات يقدر أن الزلزالين اللذين ضربا شمال وغرب سوريا في السادس من فبراير/شباط و20 فبراير/شباط تسببا في أضرار مادية بقيمة 3.7 مليار دولار في البلاد و1.5 مليار دولار أخرى من الخسائر الاقتصادية، مما يجعل إجمالي الخسائر 5.2 مليار دولار.
7 مليارات يورو من المانحين لسوريا وتركيا
فيما تعهد مانحون دوليون خلال مؤتمر في بروكسل الاثنين تقديم سبعة مليارات يورو لمساعدة سكان تركيا وسوريا المتضررين من زلزال السادس من شباط/فبراير المدمر، وفق ما أعلنت السويد التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
وقال رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون "فخور بإعلان أننا سنرى دعما إضافيا كبيرا. يبلغ إجمالي الالتزامات اليوم سبعة مليارات يورو".
وأضاف المسؤول الذي شارك في رئاسة المؤتمر في بروكسل "سمعنا أصواتا من حكومات من أنحاء العالم تعلن الرسالة الرئيسية الوحيدة، وهي أن الأشخاص المتضررين ليسوا وحدهم. نحن معكم".
من بين الإجمالي، تعهدت المفوضية الأوروبية تقديم مليار يورو لمساعدة تركيا في إعادة الإعمار، و108 ملايين يورو (115 مليون دولار) في شمل مساعدات إنسانية لسوريا بعد الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 56 ألف شخص في البلدين.
وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أنّ "احتياجات الناجين هائلة ويجب تلبيتها على الفور".
وقدّر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خسائر تركيا جراء الزلزال "بحوالى 104 مليارات دولار" (97 مليار يورو).
وقال في مداخلة عبر الفيديو خلال المؤتمر "من المستحيل أن تتمكن دولة من مواجهة كارثة بهذا الحجم وحدها، مهما كان وضعها الاقتصادي".
ودمّر الزلزال منازل ملايين الأشخاص في جنوب شرق تركيا وشمال سوريا، حيث يعيش عدد كبير من اللاجئين أو النازحين بسبب النزاع السوري.
14.8 مليار دولار قيمة الإصلاحات العاجلة في سوريا
وقدرت الأمم المتحدة تكلفة الإصلاحات العاجلة في سوريا بـ 14,8 مليار دولار.
وأفادت ألمانيا بأنها سترفع مساعداتها لضحايا الزلزال إلى 240 مليون يورو، في حين أعلنت فرنسا عن مساعدات إضافية بقيمة 12 مليونًا لتُضاف إلى 30 مليونًا كانت خصصتها لتركيا وسوريا.
ومنذ حوالى أسبوعين، عبر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي عن أسفه لضعف الاستجابة لدعوة طارئة أطلقتها الأمم المتحدة في منتصف شباط/فبراير لجمع أكثر من مليار دولار لتركيا، ونحو 400 مليون دولار لسوريا.
ودعت لجنة الإنقاذ الدولية غير الحكومية الجهات المانحة إلى ضمان تلبية هذه النداءات بشكل كامل وإيصال الأموال إلى منظمات الإغاثة الموجودة على الأرض "دون تأخير".
وقالت مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في سوريا تانيا إيفانز "بعد أكثر من شهر من الزلزال، ما زال الوضع في المناطق المتضررة بائساً. مع تضرر أو تهدم العديد من المنازل، لا يوجد أمام الكثير من الناس خيار سوى النوم في ملاجئ جماعية مكتظة وغير مجهزة".
وأودى الزلزال بحياة 50 ألفاً و96 شخصاً في تركيا وفقًا لآخر تقرير رسمي، و5954 شخصاً في سوريا، وفقاً لتعداد وكالة فرانس برس.
وضربت فيضانات الأربعاء منطقتين متضرّرتين أصلاً بالزلزال المدمر، فأدت إلى مقتل وفقدان حوالى 20 شخصاً في تركيا مما فاقم محنة الناجين.
وتُعد تركيا شريكاً أساسياً للاتحاد الأوروبي الذي قدم أكثر من خمسة مليارات يورو لهذا البلد لمساعدته على استقبال اللاجئين السوريين.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان "نستقبل أربعة ملايين لاجئ بينهم 3,5 مليون سوري، وفي حين نداوي جراحنا نتضامن مع الشعب السوري الذي تضرر أيضاً من الزلزال".
وفيما أرسلت المساعدات الدولية بسرعة إلى تركيا بعد الزلزال، واجهت المنظمات الإغاثية صعوبات كبيرة لتقديم الدعم للمتضررين في سوريا، لا سيما في منطقة إدلب (شمال غرب) التي تسيطر عليها فصائل معارضة وجهادية.
ومنذ ذلك الحين، خفف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة العقوبات المفروضة على سوريا، ووافقت دمشق على السماح للأمم المتحدة بالعبور من منفذين حدوديين آخرين للمساعدة في تقديم المزيد من المساعدات.
كما استأنفت عدة دول عربية اتصالاتها بدمشق منذ وقوع الزلزال، وأرسلت مساعدات.
ووصل الرئيس السوري إلى دولة الإمارات الأحد، في ثاني زيارة يقوم بها إلى الخليج منذ الزلزال. وتعهّدت دولة الإمارات بتقديم مساعدات لسوريا بقيمة تتجاوز 100 مليون دولار.
بينما استُبعدت روسيا، من مؤتمر بروكسل للمانحين بسبب الحرب في أوكرانيا.