فخاخ في طريق سوريا إلى جنيف
عقبات تواجهها سوريا في الطريق إلى جنيف سعياً لحل النزاع المستمر، من تأجيلها إلى شرط للمعارضة، وحتى "تخريب" إيران و"عدم وفاء" روسيا.
اشترط رئيس وفد فصائل المعارضة السورية، محمد علوش، للمشاركة بالجولة الجديدة من مفاوضات جنيف تنفيذ الوعود التي حصلوا عليها في محادثات أستانة الشهر الماضي.
وبهذا الشرط يضع علوش فخا جديدا في طريق سوريا إلى جنيف بجانب "تربص" إيران بالنزاع السوري، وأزمة تواجهها المعارضة مرة أخرى لتشكيل وفد يمثلها في المفاوضات المقرر إجرائها في 20 فبراير/شباط الجاري.
ويبدو الطريق إلى مباحثات جنيف غير ممهد حيث تملؤه فخاخ المتربصين من القوى الإقليمية والدولية التي ينبغي لتفكيكها الأخذ في الاعتبار وحدة وسلامة الشعب السوري، وعلى رأس المتربصين إيران "التي تسعى لتخريب الجهود السياسية"، حسب علوش الذي انتقد روسيا كذلك "لعدم التزامها باتفاقات أستانة".
وبعيداً عن شرط علوش وانتقاداته لإيران وروسيا، تواجه فصائل المعارضة السورية مرة أخرى أزمة في تشكيل ممثليها، ما دفع المبعوث الأممي لدى سوريا، ستيفان دي ميستورا، إلى تأجيل المفاوضات إلى 20 بدلاً من 8 فبراير/شباط.
واتهم علوش، الأربعاء، خلال حديثه لوسائل إعلامية إيران، "بالسعي إلى تخريب الجهود باتجاه الحل السياسي"، مضيفاً أن "طمع إيران بأن تتوسع وأن تسيطر على دول المنطقة لا يحده قيم ولا أخلاق ولا قوانين؛ فهي تستخدم أبشع أساليب القتل والإرهاب إما بنفسها أو عبر أدواتها المفضوحة مثل حزب الله اللبناني وحركة النجباء وغيرها من الميليشيات".
وفي السياق ذاته، اتهم علوش روسيا بعدم ضمان تنفيذ اتفاقات أستانة، بعدم اقتحام قوات النظام السوري لوادي بردى (ريف دمشق) وعدم الهجوم على الغوطة (في المنطقة نفسها) وألا يتم استهداف الفصائل، موضحاً أن المعارضة رحبت بانتقال الجانب الروسي من طرف مقاتل إلى طرف ضامن دون نسيان المجازر التي ارتكبها بحق الشعب السوري.
وتطرق علوش إلى اللقاء الذي جمع المعارضة مع الجانب الروسي في أنقرة، قبل أيام، وقال إن موسكو عرضت خلال الاجتماع 3 مسارات، الأول يتعلق بوقف إطلاق النار، والثاني يتعلق بالجانب الإنساني، أما الثالث فهو خاص بالشأن السياسي.
وكان علوش قد أكد في حديثٍ لصحيفة "الرياض" السعودية، أن تنفيذ هذه الوعود التي قطعتها روسيا في أستانة هو الخطوة الأولى بالاتجاه الصحيح نحو السلام العادل، مؤكداً أنه لا يمكن أن تبدأ المفاوضات حتى يظهر أثر للاتفاقية على الأرض.
أما عن أزمة تشكيل وفد المعارضة، فهي تكرار لما حدث العام الماضي عندما تأجلت جولة مباحثات جنيف 3 أيام حتى 28 يناير/كانون الثاني، بعد خلافات بين أطياف المعارضة حول تشكيل الوفد، وهو ما أراد دي ميستورا تجنبه هذه المرة.
وقال دي ميستورا هذا الأسبوع، إنه سيختار ممثلي المعارضة إذا لم يكن بوسعها تشكيل الوفد حتى يضمن تمثيل أكبر عدد ممكن من الفصائل فيه، وهو ما أثار غضب أطياف بالمعارضة السورية.
وفي هذا الصدد، قال علوش، إن الخطوات والفائدة على الأرض أهم من تشكيلة الوفد، لأنه إذا أثمرت أستانة وصارت واقعاً على الأرض فسيكون إشراك باقي قوى الثورة الحقيقية بشكل صادق أمر واجب، والهيئة العليا للتفاوض (الممثلة للمعارضة) أخدت على عاتقها أن تفعل ذلك.
ووفقاً للتقارير، فإن تأجيل الدعوات يعود للمشاورات الجارية بين الأطراف السورية على تشكيل الوفود، كما تشير التقارير إلى أنه وبغض النظر عن تاريخ إرسال الدعوات، فإن المبعوث الأممي يعتزم الدعوة لعقد المفاوضات السورية - السورية في 20 فبراير/شباط.
يذكر أن روسيا وإيران وتركيا، توصلت خلال محادثات أستانة في 23 و24 يناير/كانون الثاني 2017، إلى اتفاق بشأن إنشاء آلية مراقبة ثلاثية لنظام وقف إطلاق النار في سوريا.
وأفاد موقع الأمم المتحدة بأن دي ميستورا التقى وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون الأسبوع الماضي، وركزا على الأزمة في سوريا، وذلك في إطار سلسلة من اللقاءات الناجحة التي أجراها مع أعضاء الإدارة الأمريكية الجديدة خلال زيارته الولايات المتحدة.
وكان مبعوث الأمم المتحدة، قد قال في 31 يناير/كانون الثاني، إنه وبعد حوالي 6 أعوام من الحرب الأهلية الوحشية التي خلفت مئات آلاف القتلى وملايين المشردين في سوريا، يبدو أن وقف إطلاق النار الحالي مستمر في معظم المناطق.