"الملثم المجهول" ينشر الرعب في إدلب السورية بموجة اغتيالات
موجة متتالية من الاغتيالات، منها 17 عملية اغتيال في 24 ساعة، في إطار صراع تقاسم النفوذ والغنائم بين فصائل المعارضة المسلحة.
شهدت مدينة إدلب بشمال سوريا موجة من عمليات الاغتيال المتتابعة في الساعات الـ24 ساعة الأخيرة على يد ملثمين مجهولين باتوا مصدر خوف للفصائل المتقاتلة وللسكان على السواء.
ووفق ما نشرته شبكة "شام" المحسوبة على المعارضة السورية، اليوم الجمعة، فإن ما وصفتها بـ"قضية اللثام" صارت ظاهرة شائعة بشكل كبير في إدلب بين الفصائل، تدب الرعب في قلوب السكان الذين باتوا يخافون من أي شخص ملثم، لربما يكون أحد أفراد تلك عصابة الاغتيالات المجهولة.
وظهرت هذه الاغتيالات والتصفيات مع تصاعد الخلافات والاقتتال بين فصائل إدلب المتصارعة على النفوذ وتقاسم الغنائم، وبلغت منذ أمس فقط 17 عملية اغتيال، بحسب إحصاء المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز معارض مقره لندن).
وممن تم اغتيالهم على يد ملثمين مجهولين شخص في بلدة سرمدا شمال إدلب، واثنان من فصيل "أنصار التوحيد"، في مدينة خان شيخون جنوب إدلب، وعضو بفصيل "أحرار الشام" في ريف مدينة جسر الشغور، وعدد من المقاتلين الأجانب يرجح أنهم من فصيل "الحزب الإسلامي التركستاني"، وعضو في فصيل "فيلق الشام"، وعضو بـ"هيئة تحرير الشام"، وعضو بـ"جيش الأحرار"، إضافة لمحاولات اغتيال تعرض لها مسؤول إعلامي في فصيل "جيش العزة"، وقيادي في فصيل "أحرار الشام".
وتأتي هذه التصفيات كأشد مراحل التصعيد بين الفصائل المتصارعة على النفوذ في إدلب، خاصة بين هيئة تحرير الشام (القاعدة) المدعومة من قطر، والفصائل الموالية لتركيا مثل "أحرار الشام" و"ألوية صقور الشام".
وأسفرت عمليات الاقتتال على مدى عدة شهور بين تلك الفصائل عن مقتل مئات من عناصرها.
وعرف السوريون ظاهرة الملثمين لأول مرة خلال السنوات السبع الأخيرة، عبر ناشطين يقودون المظاهرات ضد الرئيس السوري بشار الأسد ويطالبون بإسقاطه، وذلك للتخفي عن أعين الأجهزة الأمنية، وبعد حمل مجموعة من المتظاهرين للسلاح بات اللثام الأسود علامة مميزة لأعضاء الفصائل المسلحة، والآن ترتبط بتقتيل الناشطين وأعضاء الفصائل لبعضهم البعض.
وإضافة إلى استخدام اللثام في تنفيذ عمليات الاغتيالات والتصفية فإنها تتسبب في حالة من الارتباك؛ حيث لا يستطيع السكان التمييز بين الفصائل، لأن جميعها اعتادت على تلثيم وجوه بعض أعضائها، بحسب شبكة "شام".