محادثات «مباشرة».. إسرائيل وسوريا على طريق التطبيع؟

في مؤشر على تصدع جدار القطيعة بين إسرائيل وسوريا، أجرت الدولة العبرية ودمشق «محادثات مباشرة» في الآونة الأخيرة.
المحادثات التي أماط مصدر إسرائيلي مطلع اللثام عنها، في تصريحات لشبكة «سي إن إن» الأمريكية، قال إنها جرت في أذربيجان وحضرها رئيس مديرية العمليات في الجيش الإسرائيلي اللواء عوديد باسيوك، مضيفا أن باسيوك التقى بممثلي الحكومة السورية بحضور مسؤولين أتراك.
ولم يؤكد جيش الدفاع الإسرائيلي أو ينفي إجراء المحادثات في أذربيجان، لكنه قال إنه لم تكن هناك أي محادثات مباشرة بين مسؤولي الجيش الإسرائيلي وممثلي الحكومة السورية.
وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قال الأسبوع الماضي إن حكومته تجري محادثات غير مباشرة مع إسرائيل لإنهاء هجماتها على بلاده «حتى لا تصل الأمور إلى مرحلة يفقد فيها الجانبان السيطرة».
ولم يصدر أي تصريح من دمشق بشأن إجراء أي محادثات مباشرة مع إسرائيل، فيما لم يكشف المصدر عن مواضيع اللقاء، ولا عن الوسيط.
وهذا الأسبوع، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالشرع في السعودية. وتعهد برفع العقوبات المُشددة المفروضة على سوريا.
وقال البيت الأبيض إن ترامب حث الشرع على اتخاذ سلسلة من الإجراءات، بما في ذلك التطبيع مع إسرائيل، وطرد «الإرهابيين» الأجانب، ومساعدة الولايات المتحدة في منع عودة ظهور تنظيم داعش.
ومنذ سقوط نظام الأسد، سيطرت إسرائيل على مزيد من الأراضي في سوريا، وشنت هجمات متعددة، تقول إنها تهدف إلى منع إعادة بناء القدرات العسكرية، واجتثاث التشدد الذي قد يهدد أمنها. ووُصف دخول إسرائيل إلى الأراضي السورية في البداية بأنه مؤقت، لكن مسؤولين أكدوا لاحقًا أن وجودها العسكري سيبقى إلى أجل غير مسمى.
وأعلنت إسرائيل أيضًا منطقة عازلة في جنوب سوريا بهدف حماية الأقلية الدرزية السورية. كما تحتل مرتفعات الجولان، التي استولت عليها من سوريا عام 1967 وضمتها لاحقًا.
عودة العقوبات؟
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية، الخميس، إنها تعمل بناء على توجيهات ترامب بشأن العقوبات على سوريا، وتهدف إلى تنفيذ «التفويضات اللازمة التي ستكون حاسمة لجلب استثمارات جديدة إلى سوريا».
وأضافت في تغريدة عبر حسابها بمنصة «إكس»، أن «إجراءات الخزانة يمكن أن تساعد في إعادة بناء الاقتصاد السوري والقطاع المالي والبنية التحتية ويمكن أن تضع البلاد على مسار مستقبل مشرق ومزدهر ومستقر».
وأوضح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن الولايات المتحدة ستصدر إعفاءات من العقوبات المفروضة على سوريا، ولا تنوي إلغاءها بشكل كامل في الوقت الراهن.
وقال روبيو في أنطاليا بتركيا: «مع إحرازنا تقدما، نأمل أن نكون في وضع يسمح لنا قريبا، أو يوما ما، بالذهاب إلى الكونغرس وطلب رفع العقوبات بشكل دائم»، مضيفا أن إدارة ترامب تأمل في إلغاء الإعفاءات في نهاية المطاف لأن احتمال عودة العقوبات كل ستة أشهر يشكل رادعًا للاستثمار.
وقال مسؤول إسرائيلي لشبكة «سي إن إن» في وقت سابق إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو طلب من ترامب عدم رفع العقوبات عن سوريا، قائلا إنه يخشى أن يؤدي ذلك إلى تكرار أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما هاجم مسلحون بقيادة حماس إسرائيل.