كاتب أمريكي لـ"العين الإخبارية": ترك سوريا لإيران خطأ استراتيجي باهظ
بريت ستيفنز قال إن على بلاده إثبات أن لديها القدرة والإرادة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية الأساسية
حذر الكاتب الأمريكي الشهير، بريت ستيفنز، من ترك الساحة السورية لإيران، مطالبا الإدارة الأمريكية باتباع سياسة تتسق مع موقفها المناهض لمشروع طهران للهيمنة.
وقال ستيفنز، وهو كاتب بصحيفة "نيويورك تايمز" وخبير العلاقات الدولية، لـ"العين الإخبارية"، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب، أولت الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط اهتماما كبيرا منذ وصولها للسلطة، انطلاقا من موقفها المناهض لطموح طهران النووي.
- أمريكا تضع هدفا جديدا في سوريا.. "انسحاب إيران"
- إيران تحاول الالتفاف على العقوبات باستخدام عملات غير الدولار
لكنه شدد على أن موقف البيت الأبيض يبدو "مترددا لحد كبير"، بمواجهة الطموحات الإيرانية في سوريا، قائلا إنه "يجب أن تكون هناك سياسة جادة تجاه الخطوط الحمراء الأمريكية".
وأشار ستيفنز، الفائز بجائزة بوليتزر للصحافة، إلى أن نجاح إيران في سوريا يعني تعزيز نفوذها في "الهلال الشيعي الممتد من بندر عباس على الخليج العربي إلى سهل البقاع في لبنان"، لافتا إلى أنه يسمح أيضا بتشديد قبضة مليشيا حزب الله على بيروت.
كما حذّر من أن تكون سوريا ساحة لإعلان نجاح روسيا في إعادة تأكيد حضورها العسكري والدبلوماسي في الشرق الأوسط.
ونبه ستيفنز إلى أن واشنطن خسرت الكثير من صورتها ومصالحها في الشرق الأوسط بسياساتها المترددة والضعيفة، ويجب إثبات أن الولايات المتحدة لديها القدرة والإرادة لتحقيق أهداف السياسة الخارجية الأساسية بثمن معقول، مثل منع وقوع كارثة إنسانية؛ وإثبات للحلفاء الإقليميين أنه يمكننا أن نكون شركاء فاعلين مرة أخرى بشرط أن يكونوا على استعداد لتحمل مسؤولياتهم.
وحول الصفقة النووية التي أبرمتها طهران مع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، قال ستيفنز إنها بنيت على كذبتين الأولى التسويق لاستعداد إيران إطلاع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قبل تنفيذ الاتفاق، على النطاق الكامل لأعمالها النووية السابقة، وهذا معيار مهم لقياس مدى اقتراب إيران من تجميع رأس حربي نووي، وهو ما لم يتحقق.
أما الكذبة الثانية فقد اقترفها الرئيس أوباما بحسب ستيفنز؛ وهي الإيحاء أن الإدارة الأمريكية كانت جادة في الحصول على إجابات من طهران حول ماهية برنامجها النووي، وهو أمر لم يكن حقيقيا.
وأشار إلى أن اعتراف جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، نفسه آنذاك بعدم الجدية حينما قال "نحن لا نركز على ما سبق وفعلته (إيران)، لكنه وعد الكونجرس وقتها، بأن إيران ستخضع للمراقبة والمحاسبة"، وهو ما لم يحدث. وقد نجح البيت الأبيض وقتها في تمرير الصفقة عبر الكونجرس، حيث تظاهرت الإدارة الأمريكية بأن إيران قد أصدرت إعلانا كاملا عن نشاطها النووي، وتظاهر بقية العالم بتصديقها.