متى تبدأ معركة الرقة وكم ستستغرق؟
قائدة عملية "غضب الفرات" التي تشنها "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة أمريكيا تتوقع إطالة عملية انتزاع الرقة لشهور
قالت قائدة عملية "غضب الفرات" التي تشنها "قوات سوريا الديمقراطية" المدعومة أمريكيا، إن عملية انتزاع مدينة الرقة السورية من تنظيم داعش الإرهابي ستستغرق شهورا.
ويعد هذا مختلفا عن تصريحات سابقة لمشاركين آخرين في تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" (يتكون من عرب وأكراد) والتي قدرت مدة السيطرة على الرقة بشمال سوريا، بعدة أسابيع، وأنها لن تتعدى الشهر.
وفي لقاء مع "رويترز" قالت روجدا فلات، قائدة عملية "غضب الفرات" والعضوة في "وحدات حماية الشعب" الكردية (وهي جزء من تحالف قوات سوريا الديمقراطية): إن عملية السيطرة على سد الفرات بمدينة الطبقة، قرب الرقة، تعقدت بسبب الألغام التي زرعها تنظيم داعش وتهديداته بتدمير السد الذي يغذي مساحات شاسعة من أراضي الشمال وسكانه.
وأضافت أنه جرى وضع خطط بديلة للسيطرة عليه خلال الأيام القليلة المقبلة.
وفلات ضمن نحو ألف سيدة تشارك في العمليات.
والسيطرة على الطبقة وسد الفرات، أكبر سدود سوريا، هو من أصعب المراحل في الطريق إلى معركة الرقة التي ستشهد تدخلات دولية قد لا تقل عما رأته معركة حلب.
وبدعم جوي من التحالف الدولي لمحاربة داعش تستعد "قوات سوريا الديموقراطية" لمهاجمة مدينة الرقة التي تعتبر قلب ما وصفها التنظيم الإرهابي بدولة "الخلافة" في سوريا.
ويشن تحالف "قوات سوريا الديمقراطية" حملة "غضب الفرات" متعددة المراحل منذ نوفمبر/تشرين الثاني بهدف عزل الرقة، المركز الرئيسي لداعش في سوريا، كتمهيد لإطلاق معركة الرقة الكبرى الخاصة بطرد داعش منها.
وأشارت فلات أيضا إلى أن موعد بدء الهجوم النهائي على الرقة قد يختلف قليلا عن الموعد الذي سبق وأُعلن أنه وهو أوائل أبريل/نيسان.
وتوقعت أنه "إجمالا الحملة على المدينة سوف تبدأ في إبريل/نيسان، وإن لم تكن في بداية الشهر فإنها ستكون في منتصفه".
وتابعت قولها: "أعتقد أنها (غضب الفرات) سوف تطول عدة أشهر لأنها تتطلب منا السيطرة بشكل كامل على الطبقة أولا وتنظيم مخططات الحملة بشكل جيد وإخراج المدنيين من المدينة".
وسبق أن قال قائد "وحدات حماية الشعب" هذا الشهر إنه يتوقع أن تستغرق حملة السيطرة على الرقة عدة أسابيع، وهو إطار زمني كرره هذا الأسبوع عندما قال إن العملية لن تستغرق أكثر من شهر.
في المقابل تلتزم الولايات المتحدة الصمت المطبق حول موعد إطلاق معركة الرقة أو مداها، وذلك بالرغم من أنها تبدو الآن الفاعل الرئيسي في العمليات الدائرة حولها بين "قوات سوريا الديمقراطية" وداعش.
وتعد السيطرة على سد الفرات أبرز أهداف المعارك التي تدور بين "قوات سوريا الديمقراطية" وتنظيم داعش الإرهابي الذي يسيطر على مدينة الطبقة التي يقع بها السد.
وشهدت الأيام القليلة الماضية معارك متقطعة بين الجانبين بالقرب من السد والمطار العسكري الذي نجحت "قوات سوريا الديمقراطية" في انتزاعه من داعش، فيما يكثف التنظيم الإرهابي هجماته على خصومه لوقف تقدمهم.
ولا يزال جسم السد بحد ذاته والجزء الأكبر من المجمع المحيط به تحت سيطرة داعش.
ومدينة الرقة بؤرة صراع عالمي في المرحلة المقبلة؛ حيث يتسابق للسيطرة عليها كل من الجيش السوري الحكومي مدعوما من روسيا وإيران، والمليشيات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة، وتنظيم داعش الإرهابي، والجيش التركي ومعه فصائل مسلحة أخرى على رأسها الجيش السوري الحر.
كما تكتسب معركة الرقة زخما وأهمية خاصة في هذا التوقيت؛ لأنها تتزامن مع المعركة الجارية للقوات العراقية لطرد تنظيم داعش من مدينة الموصل بشمال العراق، وهي المركز الرئيسي لداعش في العراق.
وشمال سوريا عموما ساحة لهذا الصراع الدولي، وتتقاسم الدول السابقة النفوذ فيه، فالفصائل المدعومة من تركيا تسيطر على مساحات من الأراضي على الحدود مع تركيا، منها الباب وجرابلس، فيما يتقدم الجيش السوري الحكومي وحلفاؤه إلى الشرق من حلب وإلى الشرق من تدمر.
aXA6IDMuMTQ1LjE2NC40NyA= جزيرة ام اند امز