حرب تهديدات بين روسيا ودمشق وتنظيم "جيش الإسلام" بالغوطة
فيما هددت روسيا والقوات السورية الحكومية بعملية عسكرية، هددت العناصر الرافضة لاتفاق المصالحة في تنظيم "جيش الإسلام"
بعد خروج دفعتين من عناصر "جيش الإسلام" من دوما بغوطة دمشق، تباطأ التنظيم في إخراج الدفعة الثالثة، ما فتح حرب تهديدات متبادلة بينه وبين النظام السوري وحليفته روسيا.
ويأتي هذا التباطؤ نتيجة أنه داخل التنظيم صراع بين من يقبل تنفيذ الاتفاق مع روسيا ومن يرفضه .
ومؤخرا أبرمت روسيا والنظام السوري من جانب، وتنظيم "جيش الإسلام" من جانب آخر اتفاقا يقضي بخروج عناصر التنظيم وعائلاتهم الذين يرفضون المصالحة مع النظام السوري، مع ضمن عدم ملاحقتهم، وأن يبقى منهم في دوما من يقبل التصالح مع النظام والتخلي عن السلاح، إضافة إلى تبادل الأسرى.
كما يقضي بانتشار عناصر الشرطة العسكرية الروسية في المدينة.
وتنظيم "جيش الإسلام" هو آخر فصائل المعارضة المسلحة التي وافقت على عقد مثل هذا الاتفاق، بعد أن سبقها إلى ذلك تنظيم "فيلق الرحمن" وتنظيم "أحرار الشام"، اللذين أتمَّا عملية الخروج.
وخرجت عناصر التنظيمين الأخيرين إلى جرابلس وإدلب الخاضعتين لسيطرة الفصائل الموالية لتركيا، فيما خرجت الدفعتان الأولتان من تنظيم "جيش الإسلام" نحو جرابلس والباب بريف حلب الشمالي الشرقي.
أقفاص الأسرى
ووفق ما نقله المرصد السوري لحقوق الإنسان (مركز معارض مقره لندن ويقول إنه يستقي أخباره من نشطاء على الأرض) فإن القوات الروسية طلبت من تنظيم "جيش الإسلام" إعلان قراره الرسمي بشكل نهائي، وذلك عقب عمليات العرقلة والتباطؤ التي أبداها؛ إذ كان مقررا أن يغادر 5 آلاف شخص من دوما إلى شمال شرق حلب، ولكن لم يخرج حتى صباح الأربعاء سوى 2350 شخصا على دفعتين يومي الاثنين والثلاثاء.
وبالتزامن لوَّحت القوات السورية التابعة للنظام بشن عملية عسكرية عنيفة- بدعم روسي- ضد التنظيم في دوما إن لم يعلن قراره النهائي.
في المقابل، حذرت قيادات تنظيم "جيش الإسلام" روسيا من أي عمل عسكري ضدها في دوما، مهددة بأنها ستضع الأسرى لديها في أقفاص على أسطح المباني، حتى يكونوا أول من يكتوي بنيران العملية العسكرية الروسية المحتملة.
غير أن سهيل الحسن، قائد القوات السورية الحكومية، رد بأن قواته ستدمر دوما مع الأسرى، ولن تتوقف حتى تفرض سيطرتها الكاملة عليها، بحسب المرصد.
وفي محاولة منه لجذب أكبر عدد لموقفه الرافض للخروج من دوما، انتشر تسجيل صوتي منسوب للمسؤول "الشرعي العام" في تنظيم "جيش الإسلام" أبو عبد الرحمن الكعكة، يثير مخاوف عناصر التنظيم وعائلاتهم من أنه في حال خروجهم، سيخرجون إلى المجهول.
أما من سيقبل الاتفاق بأن يظل في دوما بعد أن يترك السلاح، فسيخضع لحكم حزب البعث ويلتزم بالقتال في صفوفه.