ضربة سوريا.. احتشاد عسكري في انتظار الطلقة الأولى
سوريا أصبحت على مقربة من ضربة عسكرية أمريكية محتملة بمشاركة فرنسية وبريطانية وألمانية للرد على كيماوي دوما.
أصبحت سوريا على مقربة من ضربة عسكرية أمريكية محتملة وجديدة بمشاركة قوات فرنسية وبريطانية، للرد على استخدام النظام السوري هجمات كيماوية في دوما بالغوطة الشرقية.
كما أصبحت سوريا في انتظار أوامر الرؤساء والقادة الغربيين لقواتهم لإطلاق الضربة التي من المرجح أن تستهدف مطارات وقواعد عسكرية سورية، بالإضافة إلى مواقع عسكرية تتبع نظام بشار الأسد.
- ماي: مستعدون للعمل العسكري في سوريا دون موافقة البرلمان
- البيت الأبيض يستدعي وزير الدفاع الأمريكي لاجتماع مفاجئ مع ترامب
وقالت وسائل إعلام إن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس توجه إلى البيت الأبيض؛ لعقد اجتماع لم يكن مرتباً له من قبل في جدول الأعمال مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
فيما تسلم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من قياداته العسكرية خططاً للعملية العسكرية المحتملة في سوريا.
اجتماع بالبيت الأبيض
وقالت مصادر أمريكية إن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس توجه إلى البيت الأبيض؛ لعقد اجتماع لم يكن في جدول أعمال الرئيس ترامب.
وأضافت المصادر، بحسب ما نقتله عنها قناة سكاي نيوز عربية، أن ترامب استدعى وزير دفاعه لعقد مباحثات بشأن الوضع في سوريا.
وكانت البحرية الأمريكية، قالت أمس الثلاثاء إن المجموعة القتالية التي تتقدمها حاملة الطائرات هاري إس. ترومان ستبحر إلى الشرق الأوسط وأوروبا اليوم الأربعاء.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد غرد على تويتر قائلاً: "استعدّي يا روسيا؛ لأن الصواريخ قادمة"، في إطار تعليقه على الهجوم الكيماوي الذي استهدف المدنيين في مدينة دوما السورية مؤخراً.
وحذر ترامب روسيا من رد قادم على الهجوم الكيماوي في سوريا، وهاجم موسكو لدعمها نظام بشار الأسد.
ورأى ترامب أن علاقات بلاده مع روسيا "أسوأ من أي وقت مضى، وهذا يشمل الحرب الباردة. ولا يوجد مبرر لهذا".
ماكرون يتسلم خططا عسكرية
ومن جانبها، أفادت وسائل إعلام فرنسية أن قادة الجيش الفرنسي قدموا للرئيس إيمانويل ماكرون خططاُ عسكرية، قد يتم اعتمادها لتوجيه ضربة أو ضربات ضد قوات الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، في حال تم اتخاذ القرار السياسي.
وذكرت صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية، الأربعاء، أن ماكرون تسلم بالفعل تلك الخطط، مؤكدة أن مقاتلات "رافال" في قاعدة "سانت ديزييه" العسكرية شمال شرقي فرنسا، وضعت في حالة تأهب بانتظار قرار سياسي بتوجيه ضربة إلى أهداف داخل سوريا.
وأضافت أن تلك المقاتلات تصل مداها أكثر من 250 كيلومتراً ما يجنبهم تحليق الطائرات الفرنسية في الأجواء السورية، نظراً للنظام المضاد للطائرات المحكم الذي تمتلكه روسيا.
كما لفتت الصحيفة إلى إمكانية مشاركة البحرية الفرنسية بالعملية، خاصة أن الفرقاطة "آكيتين" موجودة حالياً في شرق المتوسط.
سفن روسية تغادر طرطوس
وعلى صعيد متصل، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن سفناً عسكرية روسية غادرت ميناء طرطوس في سوريا.
وأضافت أن مغادرة السفن الروسية لا تعني فرارها من الضربة الأمريكية بل قد تكون لاتخاذ مواقع قتالية.
ولم تؤكد وسائل الإعلام الروسية تلك الأنباء أو مصادر رسمية روسية حتى الآن.
لكن وفي وقت سابق الأربعاء، قال الجيش الروسي إنه يراقب عن كثب الوضع حول سوريا وعلى دراية بتحركات قوة بحرية أمريكية متجهة إلى الخليج.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدث إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، وحثه على عدم اتخاذ أي خطوة تزعزع استقرار سوريا.
وذكر بيان للكرملين الروسي أن بوتين أبلغ نتنياهو في اتصال هاتفي بأنه من المهم الحفاظ على سيادة سوريا.
وفي بريطانيا، قالت رئيسة الوزراء تيريزا ماي إنها مستعدة للموافقة على مشاركة بريطانيا في عمل عسكري، رداً على الهجوم الكيماوي في سوريا ولن تسعى للحصول على تأييد مسبق من البرلمان.
جلسة مجلس الأمن
وطلبت دولة بوليفيا عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي، الخميس، لبحث تصاعد نبرة الحديث حول سوريا والتهديدات الأمريكية بعمل عسكري من جانب واحد.
وقال سفير بوليفيا لدى الأمم المتحدة ساتشا سيرجيو لورنتي إن بلاده طلبت عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي، غداً "لبحث تصاعد نبرة الحديث المتعلق بسوريا والتهديدات بعمل عسكري من جانب واحد"، وذلك بعد ساعات من تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر تويتر بشن هجمات صاروخية.
وأضاف ساتشا سيرجيو للصحفيين: "هناك استمرار في هذه التهديدات، ولذلك نحن قلقون لأن أي عمل أحادي الجانب سيكون انتهاكاً لمبادئ ومقاصد ميثاق (الأمم المتحدة)".
وأضاف أنه يتوقع عقد الاجتماع المغلق صباح الخميس.
سوريا تخلي مطاراتها
في السياق ذاته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن قوات النظام السوري أخلت مطارات وقواعد عسكرية عدة بينها قيادة الأركان ومبنى وزارة الدفاع في دمشق على خلفية تهديدات واشنطن بشن ضربة في سوريا، رداً على تقارير عن هجوم كيماوي.
وأكد مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن قوات النظام أخلت منذ مساء الثلاثاء مطاراتها العسكرية مثل التيفور (في وسط البلاد) والسين والضمير (في ريف دمشق)، فضلاً عن قواعد قيادات الفرق العسكرية مثل الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري في محيط دمشق.
وأضاف أن عناصر حراسة بقوا في هذه المراكز، مضيفاً أن "الطائرات الحربية غادرت ونقل بعضها إلى قاعدة حميميم الروسية في غرب البلاد".
وعلى الصعيد نفسه، قال مسؤولون أمريكيون إن الجيش السوري نقل بعض عتاده الجوي لتجنب آثار أي ضربات صاروخية محتملة، وذلك في الوقت الذي صعّد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من تهديداته بعمل عسكري في سوريا.
ولم يدلِ المسؤولون بتعليقات أخرى، ولم يتضح ما إذا كانت الخطوات السورية ستؤثر على التخطيط العسكري الأمريكي لأي عمل محتمل في سوريا؛ بسبب هجوم يشتبه أنه كان بغازات سامة.
ومنذ ورود أول التقارير حول الهجوم الكيماوي، توعدت دول غربية على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا بـ"رد قوي" موجهة أصابع الاتهام للنظام السوري.