خبراء لـ"العين": ضربات ترامب ستوقف كيماوي الأسد
بعد أقل من أسبوع على خنق كثير من السوريين بالغاز السام في إطار مواجهات عسكرية يقودها قوات النظام السوري.
بعد يومين من مقتل عشرات السوريين بالغاز السام في غارة شنها النظام السوري على إدلب، وجهت الولايات المتحدة فجر الجمعة ضربات جوية استخدمت فيها 59 صاروخاً من نوع "توماهوك" ردا على الهجوم الكيماوي.
وقوبلت الضربة الأمريكية بترحيب واسع بين أطراف المجتمع الدولي، إلا أن سؤالاً يفرض نفسه حول الرسائل الخفية للضربة والنتيجة التي ستحدثها على أرض الواقع واحتمالات استكمال مسار الحل السياسي.
العين الحمراء
ويقول اللواء الدكتور ممدوح عطية، الخبير الاستراتيجي المصري، إن الضربة الأمريكية التي وجهت منذ ساعات لقوات النظام السوري جاءت تأديبية للرد على الهجوم الكيميائي الذي نفذه الأخير في محافظة إدلب السورية ضد معارضيه، وهو الهجوم الذي راح ضحيته الكثير من المدنيين الأبرياء.
وأضاف عطية في تصريح خاص لـ"العين"، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أراد بضربته هذه التكشير عن أنيابه والإعلان عملياً بأنه لن يسمح في عهده لأي طرف دولي بارتكاب جرائم ضد الإنسانية مهما كان حجم حلفائه.
وتابع قائلا إن "الرسالة موجهة بالدرجة الأولى إلى الجانب الروسي وضمناً إلى نظام بشار الأسد، لاسيما أن روسيا تدعم سوريا في المطلق، نظراً لأن الأخيرة تحتضن قواعد عسكرية روسية، وموسكو ترتكز على سوريا في إثبات وجودها بمنطقة الشرق الأوسط".
وتوقع عطية أن تقابل روسيا الضربة الأمريكية بالصمت، نظراً للوضع المحرج الذي وضع فيه الرئيس السوري بشار الأسد حلفاءه الروس.
وقال "ربما تكون هذه الضربة الأمريكية فاعلة في إجبار النظام السوري على الجلوس مع معارضيه على طاولة حوار واحدة لإنهاء الأزمة بحل سياسي يرضي الطرفين ويخلص البلاد من قوى الإرهاب".
وشدد على ضرورة أن تُتخذ هذه الخطوة السياسية لإنقاذ سوريا التي تعد قوة لا يستهان بها في المنطقة العربية وعودة أدراجها بات ضرورياً.
وحول ما يثار عن احتمالات تكرار السيناريو الأمريكي بالعراق، والذي أطاح بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، قال عطية، إن "ترامب فقط يريد إظهار العين الحمراء والتأكيد على أنه لن يسمح بجرائم ضد الإنسانية، ومعطيات المشهد تؤكد أنه غير منشغل بتكرار سيناريو صدام حسين على الإطلاق".
وقف الكيماوي فوراً
من جانبه، يؤكد اللواء دكتور سمير فرج، الخبير الاستراتيجي المصري، أن أبرز ما ستحققه الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة خلال الساعات القليلة الماضية على سوريا هو التوقف فوراً عن إطلاق الغازات الكيماوية التي أودت بحياة كثير من السوريين، وسيتوقف الطرف الذي يطلق هذه الغازات.
وأضاف فرج في تصريح خاص لـ"العين" أنه خلال الأيام القليلة القادمة والتي ربما لا تتجاوز الأسبوع سيجري وزيرا الدفاع الأمريكي والروسي لقاء ثنائيا للاتفاق على آلية سياسية جديدة، للسيطرة على الأزمة في سوريا.
وأشار إلى أن رد الفعل السريع وحالة الغضب التي تسيطر على الجانبين الأمريكي والروسي لن تستمر طويلاً، وإن كانت ستسهم قليلا في تعقيد الوضع حالياً وتأخير الحل السياسي، كذلك ستدفع المعارضة للتشدد في شروطهم خلال المفاوضات التي ستجري على طاولة الحل السياسي، نظراً لاستنادهم هذه المرة إلى ظهير أمريكي وهو ما يُحدث حالة من التحجيم لنظام الأسد وحليفه الروسي.
بدوره قال اللواء حسام سويلم، الخبير العسكري المصري، إن أبرز نتائج الضربة الأمريكي أن قوات بشار الأسد في سوريا ستتوقف عن تنفيذ أي أعمال من شأنها أن تدفع واشنطن لتكرار ضربتها الجوية .
وأضاف "ستكون الفرصة مواتية أكثر لبحث الحلول السياسية الممكنة، للسيطرة على الموقف بعد أن شرع النظام السوري في إطلاق غازات كيماوية في إطار مواجهاته مع معارضيه بأنواعهم".
وأوضح سويلم في تصريح خاص لـ"العين" أن الضربة الأمريكية ترمي لتحقيق هدفين الأول وقف روسيا وسوريا عند حدودهما وأنه مهما تكن حجم المحاولات المبذولة من الجانب الروسي في مجلس الأمن لمناصرة نظام بشار الأسد، فإن ذلك لن يمنع أمريكا من التحرك منفردة، والهدف الثاني أن يعي العالم بأن الولايات المتحدة الأمريكية في عهد دونالد ترامب ليست هي تلك التي كانت في عهد سلفه باراك أوباما، ولن تسمح لأي قوى أن تطيح في المنطقة بدون رادع أو تنسيق مسبق.