ترامب يحذر أردوغان بشأن عفرين.. "منبج" خط أحمر
وفق عدة باحثين فإن واشنطن خاطرت بمستقبل الأكراد بعدم تصديها بما يلزم للتوغل التركي في مدينة عفرين، وحصرها اهتمامها بمدينة منبج.
أبرز التناقض في رواية واشنطن وأنقرة حول المكالمة الهاتفية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان حول عملية "غصن الزيتون" التركية ضد أكراد سوريا أن واشنطن تخاطر بمصير الأكراد في مدينة عفرين، فيما تصب اهتمامها على عدم وصول الدبابة التركية إلى مدينة منبج المجاورة
فطبقا لما أورده البيت الأبيض، طلب ترامب من أردوغان الحد من عمليته العسكرية في عفرين السورية، والتي تستهدف حلفاء واشنطن الأكراد، لتجنب اشتباك القوتين التركية والأمريكية في المنطقة.
ونص البيان على أن الرئيس الأمريكي "حثَّ تركيا على عدم التصعيد والحد من أعمالها العسكرية وتفادي وقوع خسائر بين المدنيين وزيادة النازحين واللاجئين.. تجنب أي أعمال ربما تهدد بنشوب صراع بين القوات التركية والأمريكية".
وبالمقابل، صرح مصدر تركي أن بيان البيت الأبيض لم يعكس بدقة محتوى المحادثة، قائلا إن "الرئيس ترامب لم يتبادل المخاوف بشأن تصعيد العنف فيما يتعلق بالعملية العسكرية الحالية في عفرين".
وأكد أن مناقشة الزعيمين لعملية غصن الزيتون التركية في عفرين "اقتصرت على تبادل وجهات النظر".
وفي تصريح منفصل، أفاد مكتب أردوغان أنه طلب من ترامب وقف تسليح الأكراد، الذين تعتبرهم أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا ضدها منذ ثلاثة عقود.
وفي علامة على اتساع الشقاق بين الحليفين، اللذين توترت علاقتهما بفعل عدة قضايا خلافية، خلال العامين الماضيين، من بينها التسليح الأمريكي للأكراد، لم يتطرق البيان الأمريكي لتهديد أنقرة بمدّ عملياتها إلى مدينة منبج، وكأنها تنتظر للحظة الأخيرة.
وبالنسبة إلى جونول تول، مديرة مركز الدراسات التركية بمعهد الشرق الأوسط بواشنطن، فإن "الولايات المتحدة بحاجة ألا تفسد تركيا الأمور... وحتى الآن توازن واشنطن بدقة بين العمل مع المليشيا الكردية ومنع انهيار كامل في العلاقات مع أنقرة".
أما بولنت أليريزا، مدير مشروع تركيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذي يتخذ من واشنطن مقرا له، فيعتقد أن "الولايات المتحدة قالت فعليا: بوسعكم القيام بهذه العملية لأنها خارج منطقتي، لكن رجاء اجعلوها محدودة".
ولذلك، يضيف أليريزا، لم تشعر الإدارة الأمريكية بالحاجة إلى تجاوز وسيلة اللغة التي تستخدمها، وفقا لما نقلته عنه وكالة رويترز.
هذا في حدود عفرين، أما إذا أصرّ أردوغان على اقتحام منبج، فإن ماكس هوفمان، الذي يعمل لدى مركز التقدم الأمريكي، لا يستبعد لجوء واشنطن لفرض عقوبات على تركيا.
وتأخذ منبج، ذات الأغلبية الكردية أيضا، والتي تقع على بعد 100 كيلو من الناحية الشرقية لعفرين، رمزيتها من وجود قوة أمريكية للعمل على توازن النفوذ في شمال سوريا.
ويعتبر الأكراد الفصيل السوري الوحيد الذي أظهر فاعلية في حملة واشنطن ضد داعش، ومنحها نفوذا على الأرض توازن به الدعم الروسي للرئيس بشار الأسد، الأمر الذي يتجلى معه عمق خلافها مع أنقرة.
aXA6IDMuMTQzLjIwMy4xMjkg
جزيرة ام اند امز