لاجئ سوري والمهنة مدرب في الأردن
في صحراء شمال الأردن، على بعد أقل من 20 كيلومترا من الحدود السورية، تتعلم مراح الأردنية حرفة الخياطة، ولكن من يقوم بتدريبها؟
في صحراء شمال الأردن، على بعد أقل من 20 كيلومتراً من الحدود السورية، تتعلم مراح الأردنية حرفة الخياطة، وهي حرفة مطلوبة في سوق العمل الأردني. وتعتبر مراح في دورة تدريبية نموذجية، ولكن من يقوم بتدريبها، حمادة، وهو أحد اللاجئين السوريين البالغ عددهم 80 ألفاً الذين توافدوا إلى محافظة المفرق بالأردن.
ومنذ عام 2011، عندما اندلع الصراع السوري على الحدود، تضاعف عدد سكان مدينة المفرق، وأصبحت موطناً لأكبر مخيم للاجئين في العالم. وارتفعت أيضاً نسبة البطالة في المدينة، والكثير من سكان المدينة يرون ضيوفهم كمنافسين.
يقول نايف استيتيه، والرئيس والمدير التنفيذي لمركز تطوير الأعمال، التي تدير مؤسسة امبريتيك الأردن، التابعة لبرنامج الأونكتاد لتدريس مهات العمل لرواد الأعمال: "الحصول على وظيفة هو أكبر خطر يهدد التماسك الاجتماعي في المفرق".
وأضاف "الكثير من الأردنيين يخشون أن يأخذ السوريون وظائفهم، خاصة مع تخفيف الحكومة قيود عمل اللاجئين، في حين ينتاب السوريين مخاوف من أن يواجهوا تمييزاً في مكان العمل".
وقال استيتية، إن البرنامج ساعد كلا الجانبين من الاستفادة من بعضهم البعض.
وأضاف "السوريون يعلمون الأردنيين المهارات الجديدة التي يمكنك استخدامها للحصول على وظيفة أو بدء عمل تجاري، والأردنيون يساعدون السوريين للشعور بآمان أكثر، في المنزل وفي المجتمع المستضيف لهم".
وتابع "البرنامج يهدف إلى بناء الجسور، وجلب كلا الجانبين لكي يساعد كل منهم الآخر".
تقول مؤسسة الأونكتاد، إن بعد مرحلة التدريب الأولى الممتدة لمدة 3 أشهر، سيساعد البرنامج الأشخاص الأردنيين للعمل في قطاعات مثل الصناعات التحويلية.
وسيساعد البرنامج مراح وغيرها من المتدربين بعد فترة التدريب، في إيجاد فرصة عمل في عدة قطاعات مثل قطاع الصناعة.
وفي المقابل، يستمر اللاجئون السوريون في تعليم المتدربين الأردنيين، مقابل 10 دينارات أردنية يومياً (نحو 15 دولار).