"طه حسين" تونس يوجه رسالة لمواطنيه عبر "العين الإخبارية"
وزير الثقافة التونسي وليد الزيدي تحدث لـ"العين الإخبارية" عن يومه الأول في الوزارة وكشف عن موعد عودة "أيام قرطاج السينمائية".
وجه وزير الثقافة التونسي وليد الزيدي رسالة إلى مواطنيه عبر "العين الإخبارية"، مطالبا إياهم بالتمهل وانتظار ما يمكنه فعله على رأس الوزارة.
وقال الزيدي موجها حديثه لعموم التونسيين إنه "لا يجب أن تقعوا في الأحكام المسبقة.. تمهلوا حتى تروا ما يمكن أن أفعله على رأس الوزارة".
وأضاف الوزير الملقب بـ"طه حسين" تونس أن النقد الذي رافق الإعلان عن تعيينه لحقيبة الثقافة لم يزعجه، مؤكدا أنه يستلهم أفكاره من سير المفكرين، ومن نقد الصحفيين المثقفين.
ورافق الإعلان عن تعيين الزيدي اعتراضات معلنة ومبطنة، حيث علت أصوات باحتجاج مفاده أن الأكاديمي المرموق لم يسبق له العمل في دولاب الدولة أو أسندت إليه مهام إدارية.
لكن همسات في أروقة تونس كانت تشير لصعوبة المهمة على رجل منح تحدي مواجهة العالم وعلى بصره غشاوة حفزت بصيرته.
ورغم الاعتراضات يعتبر التونسيون الزيدي قصة نجاح وطنية لشخص تغلب على غشاوة البصر ليصنع تاريخا خاصا من النجاحات انطلقت به من مدارج الجامعة إلى وزارة الثقافة التونسية في الحكومة الجديدة، حكومة هشام المشيشي.
والزيدي من مواليد 1986 بقرية "تاجروين" من محافظة الكاف على الحدود الجزائرية، الذي التقته "العين الإخبارية" في مقر الوزارة، ليطلعها على أهم ما يطمح له من إنجازات وأفكار، وآفاقه كأول وزير كفيف في التاريخ السياسي التونسي.
وقد تحصل الزيدي على العديد من الجوائز العلمية من مختلف دور الثقافة في تونس، وله من المراجع البحثية المختصة في الشعر العربي القديم.
ووصف وليد الزيدي أول يوم له في خطته الجديدة باليوم الصعب، خاصة أنه أمام تحدٍ كبير لحل المشكلات العالقة المرتبطة بحياة الفنانين والمثقفين وظروف عيشهم المتردية بسبب توقف العروض الفنية، مشيرا إلى أنه سيقوم بتنفيذ السياسات المطلوبة، التي تنبع من الشعب ولا تكون مسقطة عليه.
وقال "يجب أن تكون الوزارة في خدمة الثقافة، لا أن تكون الثقافة في خدمتها بعيدا عن التعقيدات الإدارية".
وأكد أن أبواب وزارته مفتوحة لكل من يرى في نفسه قيمة الإبداع، وخاصة لدى المكفوفين الذين ظلموا في العهود السابقة.
وأكد الزيدي أنه وجد الترحاب الكافي من كل الموظفين بالوزارة، وتعامل معهم دون "مركبات نقص"، حيث انطلق في العمل منذ اليوم الأول.
ويلقب وليد الزيدي بطه حسين تونس، إشارة إلى أن الرمز المصري الذي تولى وزارة المعارف المصرية في بداية القرن العشرين.
وعلق الوزير على هذا التشبيه بالقول إن "التشبيه بطه حسين ليس ورقة نوزعها على كل كفيف نجح في حياته المهنية، فطه حسين قامة تاريخية عالية وعنوان مشع في الأدب العربي"، معبرا عن افتخاره بهذا التوصيف وأنه سيحاول ترك أثر في الثقافة التونسية.
ووليد الزيدي هو أول كفيف أحرز شهادة الدكتوراه الأدب العربي من الجامعة التونسية.
وتحدث الزيدي عن طفولته في مدينة "الكاف" التي كانت تحدوها العزيمة والإصرار على النجاح، قائلا "إن أخته الصغرى كانت تقرأ له المراجع الأدبية والقرآن من أجل حفظه".
وحصل الزيدي على الدكتوراه من جامعة "منوبة" للآداب والعلوم الإنسانية في تونس، ويعد أصغر وزير في تاريخ وزارة الثقافة التونسية.
وعن المهرجانات التي توقفت في تونس بسبب انتشار وباء كورونا؛ أكد أنه جارٍ العمل على استئناف هذه المهرجانات قريبًا وخاصة منها أيام قرطاج السينمائية والمسرحية ومهرجان قرطاج الدولي.
وكشف أن مهرجان "أيام قرطاج السينمائية" سيتم عقده في شهر نوفمبر/تشرين الثاني المقبل مع التشديد على إجراءات وقائية لعدم انتشار الفيروس.