"مذكرات تحية كاريوكا".. رحلة الميلاد والصعود لقمة الفن
كتاب يسجل رحلة بحثية أسفرت عن التوصل لمذكرات الراقصة المصرية تحية كاريوكا التي سجلها الراحل صالح مرسي.. ماذا قال صاحب الكتاب؟
تصدر دار "نهضة مصر" كتاب "مذكرات كاريوكا" للكاتب والباحث المصري محمد توفيق، بالتزامن مع معرض القاهرة الدولي للكتاب (22 يناير/كانون الثاني - 5 فبراير/شباط 2019).
الكتاب يضم مذكرات الراقصة المصرية الشهيرة تحية كاريوكا (22 فبراير/شباط 1919 - 30 سبتمبر/أيلول 1999) التي سجّلها الكاتب الكبير صالح مرسي (17 فبراير/شباط 1929 - 24 أغسطس/آب 1996)، ووراء تلك المذكرات رحلة شغف وبحث طويلة بذلها صاحب الكتاب حتى ترى النور.
يتحدث توفيق الذي جاء نص إهدائه "إلى التي جعلت الرقص فناً.. والذي جعل الجاسوسية أدباً" عن تلك الرحلة لـ"العين الإخبارية"، ويقول إنه كان يقرأ كتاب "هم وأنا" للراحل صالح مرسي فلفت نظره ثناء الأديبين الراحلين نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم على أسلوب كتاباته لمذكرات تحية كاريوكا، حتى إن محفوظ قال له إن تلك المذكرات عمل أدبي، ونصحه بتقديمها تحت عنوان "قصة راقصة".
من هنا التقط توفيق الخيط لوجود مذكرات عن تحية كاريوكا فبدأ البحث عنها، وعلم بنشرها في مجلة "الكواكب" خلال الفترة من سبتمبر/أيلول 1970 حتى مارس/آذار 1971 على مدار 30 حلقة.
ويقول توفيق: "كان التحدي الصعب هو الوصول إلى هذه الأعداد من مجلة الكواكب، ووجدتها في النهاية متفرقة ما بين دار الكتب والوثائق ومكتبة الإسكندرية وسور الأزبكية".
محمد توفيق له باع في الكتب البحثية، والتي يستند كثير منها إلى حواراته المُطولة مع العديد من كبار الكتاب، وأنجز في هذا السياق العديد من العناوين أبرزها "الخال- عن سيرة عبدالرحمن الأبنودي"، "أيام صلاح جاهين"، "أحمد رجب ضحكة مصر"، و"صناع البهجة" وغيرها.
يعتبر توفيق أن شغفه بالكتابة والكُتّاب هو أبرز ما حرّضه على رحلة "مذكرات كاريوكا"، ويتابع: "أنا مُحب لصالح مرسي وأعتبره أحد أعظم الكتاب على الإطلاق، وكنت مُتعلقاً بفكرة أن أكون سبباً في إحياء عمل له لم يعرف عنه الجمهور شيئاً، علاوة على أن صاحبة المذكرات هي تحية كاريوكا التي لا تزال مثار اهتمام ضخم".
تتناول مذكرات صالح مرسي حياة كاريوكا منذ ميلادها وحتى قبل ثورة يوليو/تموز، وضمت تفاصيل حياتها الشخصية والمشهد العام في مصر. يقول صاحب الكتاب: "كتب صالح مرسي المذكرات بأسلوب سردي أدبي وليس تقريرياً".
وروى الباحث في مقدمة الكتاب قصة بحثه عن المذكرات التي كتبها صالح مرسي، ثم رصد بعدها سيرة كاريوكا في ما بعد ثورة يوليو، لاسيما علاقتها برؤساء مصر، وفترة السجن التي مرت بها. ويوضح: "قدم الراحل صالح مرسي لنا كاريوكا التي لا نعرفها، وحاولت أن أتوقف باحثاً عن كاريوكا التي وصلت إلينا، ومحاولاً البحث عن كاريوكا ما بين الحقيقة والأسطورة".
ويبدو أن الشغف بحضور تحية كاريوكا، التي رحلت عام 1999، يجد أصداء واسعة في المنجز الأدبي الراهن، فتجد الراقصة الشهيرة ماثلة في أعمال أدبية حديثة مثل رواية "المولودة" للكاتبة نادية كامل التي سلطت الضوء على فترة سجن كاريوكا والتي كشفت عن وجه إنساني لافت، وكذلك في رواية "الزوجة المكسيكية" للدكتور إيمان يحيى التي وصلت أخيراً للقائمة الطويلة لجائزة البوكر العربية، وبها مرّ على سيرة تحية كاريوكا ضمن مشهد واسع يضم شخصيات مصرية كبيرة حاضرة في المشهد آنذاك مثل يوسف إدريس، عبدالرحمن الشرقاوي، عبدالرحمن الخميسي، حسن فؤاد، وصلاح حافظ وغيرهم.
ويذكر في هذا السياق مقال مهم كتبه الراحل إدوارد سعيد في كتابه "تأملات حول المنفى"، الذي نشر لأول مرة في مجلة "الكاتبة" التي كانت تصدر في لندن منتصف التسعينيات.
ويتناول خيط الحديث عن مذكرات صالح مرسي المؤرخ الفني محمود قاسم الذي يقول لـ"العين الإخبارية": إن صالح مرسي ترك مذكرات فنية لافتة من أبرزها ما كتبه عن الفنانة ليلى مراد.
ويرى قاسم أن اختيار مرسي لسرد مذكرات كاريوكا جاء في إطار اهتمام كبير من كبار الكتاب آنذاك بظاهرة الراقصة الشهيرة، لافتاً إلى مقال عنها للكاتب الكبير محمد مستجاب نُشِر في مجلة "الهلال" و"أضفته إلى سلسلة مهمة بعنوان (100 سنة سينما)".
ويعتبر صالح مرسي أشهر مَن كتب في أدب الجاسوسية، واقترن اسمه طويلا بعمله "رأفت الهجان" الذي تحول لعمل درامي بارز.
aXA6IDE4LjIyNy40OS43MyA=
جزيرة ام اند امز