مليون دولار "رسوم تنشئة" من طبيب لوالدته
محكمة تايوانية تقضي بأن يدفع طبيب أسنان لوالدته ما مجموعه مليون دولار، مقابل تنشئته ليصير طبيباً معروفاً.
الاتفاق عتيق وضمني، فالآباء والأمهات يتحملون تكاليف تعليم أبنائهم ويأملون أن يساندهم أبناؤهم في سن الشيخوخة، ولكن في تايوان الأمر ربما يصل إلى المحاكم.
وفي قضية وجدت طريقها داخل أروقة أعلى محكمة في تايوان، رفعت إحدى الأمهات دعوى قضائية ضد ابنها اتهمته فيها بأنه خرق اتفاقاً مكتوباً بينهما يقضي بمساعدتها من المبالغ التي يجنيها من عمله كطبيب أسنان، ليأتي حكم المحكمة العليا في تايوان مؤيدا للدعوى وقضى بنحو مليون دولار كرسوم تنشئة وضرائب وفوائد للأموال التي دفعتها الأم لتمويل تدريب ابنها ومصاريف تعليمه.
- عواطف الأبناء.. جبال الفرح والغضب والحزن
- الطفل الأكثر تفضيلا بين الآباء.. مفاجأة تكشفها دراسة أمريكية
جذبت القضية اهتمامًا كبيرًا لأن الأم ونجلها وضعا في عقد مكتوب – وقعه الابن عندما كان يبلغ 20 سنة – ما لا يُقال غالبًا، خصوصاً في مجتمع متأثر بمبادئ الكونفوشيوسية التي تشدد على طاعة الوالدين، ويدعم القانون في تايوان هذا المبدأ حيث يُمنع الأبناء قانونيًا من التخلي عن الآباء.
وقدم الطرفان حججهما، فحثت الأم المحكمة على تنفيذ العقد، بينما أكد الابن على أنه دفع بالفعل مليون دولار لوالدته وينبغي ألا يدفع لها أكثر من ذلك، وفقًا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وأوضحت الوسائل الإعلامية في تايوان، أن الأم ولقبها "ليو"، قامت بتربية نجليها بعد طلاقها من والده، وأدخلتهما كلية طب الأسنان.
ورفعت الأم الدعوى القضائية منذ 8 سنوات، وقالت صحيفة "أبل ديلي" التيوانية، إنها ضحت بكل أوقاتها في سبيل تعليم ابنيها على الرغم من أنها كانت شابة من أسرة ثرية وساذجة وتزوجت من عائلة عسكرية لم تكن تمتلك ترخيصاً لمزاولة الطب، ووفرت أسرة ليو التمويل الذي مكنها من إدارة عيادة أسنان حيث مارس زوجها المهنة هناك حتى طلاقهما.
وأخبرت ليو المحكمة أنها عندما عملت وهي أم عزباء لإدخال نجليها كلية طب الأسنان كانت قلقة من ألا يسانداها في سن الشيخوخة، لذلك جعلت كل منهما يوقع على اتفاق عندما بلغا العشرين من العمر، وأصبح نجلاها طبيبي أسنان في 2003.
ونص الاتفاق على أنه بعد أن يصبحا طبيبي أسنان سيدفع لها نجلاها 60% من صافي الأرباح عندما يصل إجمالي المبلغ المدفوع 50 مليون دولار تايواني جديد أو ما يقل قليلًا عن 1.7 مليون دولار.
ووفقًا لتقرير على صحيفة "ليبراتي تايمز" التيوانية، أخبر الابن الأصغر المحكمة بأنه عمل في عيادة والدته وأعاد لها أكثر من مليون دولار، وبالنظر إلى أنه وقع العقد عندما كان يبلغ من العمر 20 سنة فقط، وأنه سدد بالفعل كمية كبيرة من دينه التعاقدي لوالدته ينبغي إسقاط الدين.
مع ذلك، لم توافق المحكمة على ذلك، وحكمت أمس الثلاثاء أنه بناء على توقيعه الاتفاق يكون بذلك مسؤولًا عن تلبية شروطه، وأمرته بدفع "رسوم تنشئة" تزيد على 754 ألف دولار، وفوائد إضافية ليصل مجموع المكافأة الممنوحة لوالدته إلى أكثر من 967 ألف دولار.
aXA6IDE4LjExNy4xOTIuNjQg جزيرة ام اند امز