فصول تعليمية في العراء بتعز اليمنية
تقارير يمنية رسمية تشير إلى أن 2600 مدرسة على الأقل تعرضت للتدمير نتيجة العدوان الإرهابي لمليشيا الحوثي المدعومة من نظام إيران.
يحمل الطالب اليمني مجد عادل على ظهره الصغير، لوح سبورة، ويشق بإرادة وعزيمة كبيرة طريقا جبليا وعرا، نحو بقايا مدرسة قريته المدمرة، الواقعة أعالي مرتفعات محافظة تعز، جنوبي اليمن.
يفترش مجد، البالغ من العمر 10 أعوام، الأرض تحت أشعة الشمس، رفقة مئات الطلاب في بلدة كشار التابعة لمديرية مشرعة وحدنان، في أعقاب قصف صاروخي لمليشيا الحوثي الإرهابية في يوليو/تموز 2015، دمر مدرسة القرية النائية الواقعة بريف تعز.
ووثقت "العين الإخبارية" في أعالي جبل صبر، البالغ ارتفاعه 3 آلاف و200 كيلومتر فوق سطح البحر، تحول ساحات العراء وظل الأشجار إلى فصول دراسية لنحو 300 طالب وطالبة، وذلك تزامنا مع انطلاق العام الدراسي الجديد 2019-2020.
وذكر مجد أنه صعد هذا العام للمرحلة الـ5، وقد بادر مع زملائه عقب انطلاق العام الدراسي الجديد بشراء لوح السبورة من "المصروف اليومي" الذي يتحصلون عليه من أسرهم القاطنة في 4 قرى صغيرة متناثرة أعلى جبل صبر.
وقال الطالب اليمني لـ"العين الإخبارية"، إنه يأتي من مسافة بعيدة، من أجل تلقي المنهج التعليمي المقرر له، رغم شدة البرد، ويحرص على الحضور باكراً إلى ساحة المدرسة، التي كانت تحتضن نشاط الطابور الصباحي، وباتت منذ تدميرها فصولا مفتوحة لـ9 مراحل تعليمية.
ودمر قصف الحوثيين المدعومين إيرانياً أجزاء كبيرة من المدرسة الوحيدة في قرية كشار، الأمر الذي دفع أساتذة المدرسة إلى تقديم المقررات التعليمية تحت أشعة الشمس، لتجنيب النشء والأطفال كارثة الحرمان من التعليم.
وقال توفيق الصبري، وهو أحد الأساتذة، إن المدرسة تقدم 9 مراحل تعليمية للطلاب الذين يخوضون طرقا وعرة وصعبة بعزيمة وإصرار كبير، رغم عدم وجود بيئة تعليمية مناسبة، ومقاعد دراسية مؤهلة.
وأوضح أن تأهيل المدرسة تعثر بعد أشهر قليلة من تدخل الجهات المعنية للقيام بذلك، ما جعل الأساتذة يفترشون الأرض لتدريس الطلاب، مطالباً المنظمات والجهات المعنية بالتدخل لاستكمال تشييد المبنى، حتى لا ينعكس التعليم في العراء سلباً على نفسية الطلاب، ويحرمهم من مواصلة المراحل الدراسية.
ولفت في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إلى أن مليشيا الحوثي صوبت منذ انقلابها على مؤسسات الدولة آلتها التدميرية بشكل مباشر نحو العملية التعليمية، وقصفت وفخخت المدارس، أو حولتها إلى ثكنات عسكرية، في إرهاب يستهدف أجيال المستقبل.
وتعرضت 2600 مدرسة على الأقل للتدمير الإرهابي والقصف المدفعي والصاروخي لمليشيا الحوثي المدعومة من نظام إيران، وفق تقارير يمنية رسمية.