"طالبان" تلوّح بقبول "اتفاق" يجنب المدن الكبرى بارود الصيف
لوّحت حركة طالبان الأفغانية بقبول اتفاق يجنب المدن أضرار الحرب، مجددة التأكيد على استراتيجيتها في التركيز على الأرياف.
واتخذت الحركة منذ بدئها الزحف نحو السيطرة على مواقع جديدة، مستغلة انسحاب القوات الأمريكية والأطلسية، استراتيجية عدم دخول المدن الكبرى، والتركيز على الضواحي لكسب المزيد من الأراضي.
وفي هذا السياق، قال قيادي كبير في "طالبان"، اليوم الثلاثاء، إن الحركة لا تريد خوض قتال داخل المدن الأفغانية، مؤكدا رفضها لبقاء قوات أجنبية، محذرا في هذا الصدد، تركيا من إبقاء قواتها في البلاد بعد إنجاز الانسحاب الأمريكي الكامل.
وأوضح أمير خان متقي أحد مفاوضي الحركة في تغريدة نشرها ناطق باسم طالبان: "الآن ومع انتقال المعارك من الجبال والصحاري إلى أبواب المدن لا نريد القتال داخل المدن".
وجنوحا من الحركة للحوار قال متقي "من الأفضل استخدام أي سبيل ممكن (..) للتوصل إلى اتفاق منطقي لتجنيب تعرض مدننا لأضرار".
وفي بيان منفصل اعتبرت الحركة أن قرار تركيا ضمان أمن مطار كابول بعد انسحاب القوات بقيادة الولايات المتحدة "مستهجن".
ومنذ بدئها الهجمات مؤخرا ضد القوات الحكومية، ركزت طالبان على احتلال المناطق الريفية، فيما اتبع الجيش الأفغاني استراتيجية الاحتفاظ بالمدن الكبرى.
استراتيجية توقع خبراء أن تحافظ على موازين القوى لصالح الجيش على الأرض، غير أن طالبان تستثمر بسط نفوذها عبر "بروباجندا" تندرج في إطار حرب نفسية تعطي الانطباع بتحقيق النصر والتقدم وإن تكن المناطق التي سيطرت عليها ذات قيمة حقيقية.
بيد أن محللين لم يستبعدوا في ذلك الوقت أن تنقل طالبان، الفترة المقبلة، تركيزها نحو عواصم الولايات والمدن الكبرى، ما يعني أن قدرة الجيش على تخطي هذا الهجوم الصيفي عقب خسارته الإسناد الجوي الأمريكي الحاسم، قد تحدد مستقبل الحكومة الحالية.
ومنح الانسحاب الأجنبي من أفغانستان طالبان حافزا معنويا كبيرا، حيث شنت سلسلة من الهجمات سيطرت خلالها بشكل جزئي أو تام على عشرات الأقاليم منذ مطلع مايو/أيار الماضي.
aXA6IDE4LjExNy43NS4yMTgg جزيرة ام اند امز