أزمة لبنان.. الجيش يفتح الطرق والنخب تغلق مسارات السياسة
وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة جبران باسيل يضع عودته للوزارة شرطا للمضي قدما في المشاورات؛ ما يعرقل تقدمها.
بدأ الجيش اللبناني عملية واسعة لفتح طرق أغلقها محتجون للضغط على السلطات، في غياب مؤشرات عن قرب التوصل لتوافق بشأن مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة.
وبعد أسبوع على استقالة سعد الحريري من رئاسة الوزراء، شهد لبنان مشاورات سياسية على أكثر من خط يرافقها شبه اتفاق على حكومة "تكنو سياسية" تجمع بين السياسيين والتكنوقراط برئاسته، وفقا لمصادر متطابقة.
ويبدو أن مفاوضات تشكيل الحكومة اللبنانية عادت وتعثرت ولم يعلن رئيس الجمهورية ميشال عون، حتى الآن، عن أي موعد لاستشارات نيابية لتكليف رئيس جديد للوزراء.
وتحدثت مصادر مرارا وتكرارا عن أن موعد الاستشارات كان محددا له أمس الإثنين أو اليوم على أبعد تقدير؛ ما يطرح علامة استفهام حول هذا التأخير؛ إذ يشترط الدستور اللبناني تكليف رئيس للحكومة ليبدأ مهمة تأليف مجلس الوزراء وليس العكس كما يحصل الآن.
وفيما كانت تتم كل المشاورات بعيدا عن الإعلام، تم الإعلان عن لقاء هو الأول من نوعه منذ استقالة الحكومة بين الحريري ووزير الخارجية السابق جبران باسيل، (ممثلا عن رئيس الجمهورية)، دون أن يتم التوصل إلى أي نتائج.
وأكدت مصادر أن خلافا سياسيا لا يزال قائما ويرتبط بتمسك باسيل بالعودة إلى الحكومة التي سيتم تشكيلها إلا أن الحريري يرفض ذلك انطلاقا من مبدأ إبعاد الوجوه الاستفزازية بالنسبة للشارع اللبناني.
وتمتد الأزمة إلى رفض الحريري تشكيل الحكومة الجديدة قبل تكليف رئيس لها، وهو ما يحاول عون تمريره بمساعدة مليشيا حزب الله.
وردّ المتظاهرون على التسريبات التي تشير إلى توجه لتشكيل حكومة قد تعيد الشخصيات السياسية السابقة، بتأكيد رفضهم لها والتمسك بمطالبهم.
وقالت مجموعة "لحقي"، في بيان لها، إن التسريبات حول قيام قوى المنظومة الحاكمة ببحث طروحات مرفوضة تعكس الاستهتار بمطلب الناس الواضح الذي عبر عنه الشارع.
ويتمثل مطلب الشارع اللبناني في تشكيل حكومة مصغرة من خارج قوى السلطة بـ3 مهمات محددة، هي إدارة الأزمة المالية وتخفيف عبء الدين العام وإقرار قانون يحقق العدالة الضريبية وانتخابات نيابية مبكرة تنتج سلطة تمثل الشعب والقيام بحملة جدية لمناهضة الفساد ضمنها إقرار قوانين استقلالية القضاء واستعادة الأموال العامة المنهوبة، بحسب المجموعة.
ميدانيا، اتخذ الجيش اللبناني قراره بفتح جميع الطرقات، بعد خطوات من المحتجين بالعودة إلى غلق الطرق يوم أمس نتيجة تجاهل المسؤولين لتحركهم وعدم القيام حتى الآن بأي خطوة باتجاه تشكيل حكومة انتقالية بعد استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري.
وكانت أزمة إغلاق الطرق قد أخذت حيزا كبيرا من الجدل، خلال اليومين الماضيين، بعدما بدأ المواطنون يتذمرون منه ومن نتائجه على حياتهم اليومية.
وسادت حالة من الانقسام بين المتظاهرين بين من يدعم إغلاق الطرقات، معتبرا أنها الخطوة الأهم للضغط على السلطة، وآخرون يرون أنها تنعكس سلبا على التحركات لانزعاج المواطنين منها.
وما بين هذا وذاك، نجحت قوات الجيش اللبناني في فتح طرق رئيسية في أكثر من منطقة، وكان أولها الطريق الساحلي بين بيروت والشمال، وتحديدا أوتوستراد جل الديب ومنطقة ذوق مصبح، كذلك في صيدا، طريق الجنوب الرئيسي وفي طرابلس في الشمال.