شلاّل "تامدة".. مزار سياحي بنكهة رياضية وخلفية أثرية بالجزائر
كثيرة هي الشلالات المتوزعة بالجزائر، التي تعكس إبداع الطبيعة وسحرها، وتعتبر مزارات سياحية لمئات آلاف الجزائريين سنوياً.
لكن أن تجد شلالات "محاطة" بمغارات وكهوف عجيبة وآثار تاريخية تعود إلى مئات السنين وجبال وبساتين في الوقت ذاته، فهذا هو الاستثناء الذي لا يوجد إلا في شلالات "تامدة" الواقعة شرقي الجزائر.
ويقع شلاّل "تامدة" في قرية "تامدة" والتي تبعد عن بلدية "أحمد راشدي" بنحو 10 كيلومترات، وهي البلدية التابعة لمحافظة "ميلة" الحضارية التي أنشأ بها أول مسجد بالجزائر قبل نحو 14 قرناً.
ومن أعالي الجبال، تتدفق مياه شلالات "تامدة" التي تعد أيضا من أحسن المنابع المائية الباردة في الجزائر، لتلقي في بحيرة صغيرة لا تتعدى مساحتها 3 أمتار مربع، تتخذها العائلات وهواة الرياضة مكاناً للاستجمام، بل وللراحة النفسية.
وتحيط بالشلال سلسلة جبلية، وحدائق وبساتين على مختلف أطرافه تضم عددا من الأشجار المثمرة.
ليس هذا فقط، بل تحيط بشلال "تامدة" كهوف ومغارات مليئة بالأسرار، حيث كانت ملجأ لمناضلي الثورة التحريرية الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي (1954 – 1962).
كما أكدت أبحاث في علم الآثار أن "تامدة" منطقة أثرية تعود إلى الحقبة الرومانية، وتحيط بالشلال مدينة رومانية قديمة تقع في سفح جبل "بلعيد"، بالإضافة إلى معبد روماني قديم لـ"سيلفانوس" وهو إله "الغابات والحقول والقطعان وحارس الوطن" عند الرومان، وفق باحثي المدينة.
ويقال إن "تامدة" كلمة أمازيغية وتعني "مجمع الماء" أو "البركة المائية"، إلا أن أبحاثاً أخرى أشارت إلى أن اسم المدينة ظهر في عهد الرومان من خلال إهداء كُتب للإمبراطور "ألكسندر سيفير" بعد انتصاره على الفرس عام 233 ميلادي.
وتجذب شلالات "تامدة" هواة الرياضة، إذ تعتبر من أفضل الأماكن لممارسة الرياضة الجبلية، وكذا السباحة بعيدا عن ضوضاء الشواطئ.
وتستقطب شلالات "تامدة" سنوياً مئات الآلاف من السياح الجزائريين في مختلف الفصول، خصوصا في فصل الصيف، إذ تعتبر من أهم المقاصد لعائلات ميلة والمناطق المجاورة.
بينما يتنقل إليها شباب من مختلف محافظات الجزائر في رحلات سياحية أو رياضية، ومكاناً مفضلا للقفز من الصخور إلى البحيرة الصغيرة من قبل الأطفال والشباب.
aXA6IDE4LjIyNS41Ni43OCA= جزيرة ام اند امز