خطاب تميم.. تناقضات يكسوها الخوف
تناقض الدوحة التي تدعم الإرهاب من جهة وتتحدث عن محاربته من جهة أخرى كان ظاهرا بشكل جلي في خطاب الأمير القطري.
تناقض الدوحة التي تدعم الإرهاب من جهة والتحدث عن محاربته من جهة أخرى كان ظاهراً بشكل جلي في خطاب الأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي انتظره شعبه لأكثر من 40 يوماً، عقب المقاطعة العربية، فبدأ متناقضاً كمن صمت دهراً ونطق مفارقة تُجسد الوضع التراجيوكوميدي الذي يعيشه نظامه، عقب مقاطعة الدول الراعية لمكافحة الإرهاب له.
- النعيمي: خطاب أمير قطر تضليلي يؤكد استمراره بدعم الإرهاب
- قطر تنشر الأكاذيب.. والدول الداعية لمكافحة الإرهاب تتمسك بمطالبها
بدأ الأمير متردداً بملامح يكسوها الخوف والتردد، الذي طغى على نبرة خطابه المكتظ بالتقطيع المستمر لتسجيله، والذي لم تسعفه أنامل المخرجين، ليبدأ مسلسل المفارقات في خطابه بقوله إن الحياة في دويلته الصغيرة طبيعية، لكنه لا يريد أن يقلل من حجم الألم لينسف فرضيته بنفسه، فهو يود أن يقول إن الأمور في الدوحة تمضي على ما يرام لكن في الوقت نفسه هنالك أزمة وأمور مؤلمة.
وعلى المنوال ذاته يمضي حديثه فهو مع دعم تطلعات الشعوب العربية في التغيير والثورات، ما يعني التدخل في شؤون الدول الأخرى وهو الأمر الذي لطالما أنكرته الحكومة القطرية ليثبته تميم في خطابه اليوم، ثم سرعان ما ينقض غزله كعادته في نكث العهود، ليشير إلى أنه يحترم سيادة الدول، في الوقت ذاته يثبت دون قصد ما أراد نفيه قبل أقل من هنيهة، فكيف لمن يحترم سيادة الدول أن يدعم التغيير والتخريب فيها.
كان أمير قطر في خطابه يجمع الأضداد، فهو القائل في الخطاب "أن لا رجعة عن سياسات بلاده"، ولكنه على مسافة عدة ثوانٍ يأمل في الوقت ذاته أن تحل الخلافات معه بالحوار.
كذلك قدم خطاب الأمير تميم للعالم أجمع شهادة بالخسائر التي مني بها الاقتصاد القطري من وراء عناده، بالحديث عن شحذ الكفاءات وتنويع الاستثمار وغيرها من العبارات المتوسلة التي احتشد بها خطابه، والتي تعضد الدراسات المتواترة عن تعرض اقتصاده لهزات عنيفة جراء المقاطعة.
ولم يقتصر الأمر عند أمير قطر على التمرس خلف دلائل المكابرة التي تفضح نفسها، بل اكتسى حديثه التضليلي للشعب القطري بأسلوب المناورة الذي لطالما عرفت به السياسة القطرية، فهو يتحدث عن تعديلات مبهمة في قانون مكافحة الإرهاب، ويغازل أكثر من مرة مراكز القوى الغربية، وكأنه لم يعِ أن الحل لن يكون وراء البحار وإنما في الرياض القريبة.