خبراء يكشفون عن أبعاد "مشبوهة" لزيارة تميم إلى تونس
خبراء تونسيون يعتبرون أن زيارة أمير قطر إلى بلدهم محاولة للتأثير على المشهد السياسي ودعم لأذرعه الإرهابية المتمثلة في حركة النهضة
رافقت زيارة أمير قطر تميم بن حمد إلى تونس خلال اليومين الماضيين للقاء الرئيس التونسي قيس سعيد جملة من الانتقادات والتشكيك في مصداقية الزيارة وأبعادها المشبوهة.
- قبائل ليبية ترفض دعوة رئيس تونس جراء تدخلات قطر
- سياسيون تونسيون عن انسحاب الإخوان من حكومة الفخفاخ: "ابتزاز فاضح"
كما رافقتها أسئلة حول توقيتها السياسي المرتبط بخلافات حادة بين ذراع الدوحة في تونس المتمثل في راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإخوانية وقيس سعيد.
وقال خبراء تونسيون إن زيارة تميم في هذه الفترة من تشكيل الحكومة محاولة للتأثير على المشهد السياسي، ودعم أذرعه الإرهابية في البلاد وتمرير رسائل مضادة للحل السلمي في ليبيا.
ولم تمضِ الزيارة في أجواء هادئة كغيرها من زيارات زعماء الدول إلى تونس، فالحقيبة القطرية في ذهنية العديد من التونسيين هي عنوان للخراب وللأزمة منذ عام 2011، حسبما يلاحظه كثير من الخبراء.
زيارة مرفوضة
وقد رافقت الزيارة وقفة احتجاجية لعدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني أمام سفارة قطر بتونس للتنديد بسياسة الدوحة الداعمة للإرهاب في تونس و"المفسدة" للحياة السياسية والضاربة لمشروع الانتقال الديمقراطي في البلاد.
واعتبر المحتجون أن زيارة أمير قطر إلى تونس قد يكون وراءها محاولة ضغط على الرئيس قيس سعيد لجعل تونس معبرا لإدخال السلاح إلى الجماعات الإرهابية في غرب ليبيا.
وقاد هذا التحرك الاحتجاجي عضو الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي ورئيس المرصد التونسي لمناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني أحمد الكحلاوي، وممثل حركة الراية العمالية سالم بن يحيى، وممثلة جمعية خضراء آمال المستوري.
وقال الكحلاوي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية": "إن قطر هي جزء من دمار الشعوب والدول العربية، ووجود أميرها في تونس لا يشرف الشعب التونسي".
ويري رئيس المرصد التونسي أن المثال السوري شاهد على جرائم الدوحة، مؤكدا أن التحالف التركي والقطري هو السبب الأول لانتشار تنظيم داعش الإرهابي.
وتعليقا على هذه الزيارة، قال رياض جراد، القيادي في الاتحاد العام لطلبة تونس (أكبر منظمة طلابية في تونس): "إن زيارة أمير قطر لم تأت من فراغ، بل سبقتها زيارة خاطفة بطاقم شبه حربي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى تونس أواخر شهر ديسمبر/كانون الثاني الماضي".
ولفت "جراد"، في حديثه مع "العين الإخبارية"، إلى أنه من المرجح أن تكون هذه الزيارة لمناقشة كيفية دعم تنظيم الإخوان في طرابلس، وكيفية توفير الأسلحة والدعم المادي لمليشيات حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج طرابلس.
تخريب التوافق الحكومي
من جانبها، أكدت مصادر مقربة من قيادة حركة الشعب القومية (18 مقعدا) لـ"العين الإخبارية" أنها ترفض أن يكون لقطر أي تدخل في عمل حكومة إلياس الفخفاخ وحتى المشاريع التي طرحتها لمساعدة الاقتصاد التونسي هي مشاريع "وهمية " ولا تخدم إلا مصالح الإخوان.
وشددت المصادر على أن حركة الشعب توجهت برسالة إلى الرئيس قيس سعيد لاتخاذ موقف دبلوماسي تجاه قطر التي أسهمت في تدمير سوريا.
هذا التباعد بين رباعي التكوين الحكومي حول خطورة تدخل قطر في تونس قد يهدد حكومة الفخفاخ في الفترات المقبلة.
وتقول الباحثة في العلوم السياسية زينب فريخة، في حديثها لـ"العين الإخبارية": "إن كلا من حزبي "حركة الشعب" و"التيار الديمقراطي" الرافضين للتدخل القطري في تونس لا يمكن لهما الاستمرار في الحكومة نفسها التي توجد فيها حركة النهضة الإخوانية بأجنداتها الإقليمية المشبوهة".
وتابعت أن هذه الزيارة التي انتهت الثلاثاء الماضي بإعلانات "فضفاضة "قد تكون بوابة لانهيار حكومي قبل جلسة المصادقة.
واعتبرت الباحثة السياسية أن من بين الأبعاد الخفية لزيارة أمير قطر؛ الضغط على قيس سعيد سياسيا بعد تنامي خلافاته مع راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة.
aXA6IDE4LjE5MS4xNzguMTYg جزيرة ام اند امز