تراجع منسوب مياه الفرات يزيد التوترات بين أكراد سوريا وتركيا
شهدت مستويات المياه بنهر الفرات تراجعا كبيرا خلال الأسابيع الأخيرة مما يزيد التوترات بين تركيا وأكراد سوريا.
وطبقا لموقع "صوت أمريكا"، يتهم مسؤولون أكراد في شمال شرق سوريا تركيا بتقليل منسوبات المياه المتدفقة، الأمر الذي يتسبب بأزمة زراعية وانقطاعات بالكهرباء في المنطقة.
وقال نائب الرئيس المشارك للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، بدران شيا كرد، لمحطة إذاعة محلية، إن "المناطق التي تخضع لسيطرتنا تستفيد بشكل كبير من إمدادات مياه نهر الفرات، لذا هذا حصار من قبل الحكومة التركية لتقويض سلطتها والإضرار بمنطقتنا."
وأضاف شيا كرد أن عرقلة تدفق مياه النهر إلى دولة مجاورة ينتهك القانون الدولي.
لكن مصدرا دبلوماسيا من وزارة الخارجية التركية نفى تقليص تركيا عن عمد حجم مياه نهر الفرات.
وقال المصدر لـ"صوت أمريكا": "إن المزاعم التي تفيد بأن تركيا قطعت أو قلصت مياه نهر الفرات لا أساس لها. من المعروف جدًا أن تركيا لم تخفض قط أو تقطع حجم المياه المتدفقة من أنهارها العابرة للحدود لأغراض سياسية أو غيرها على مر التاريخ".
وأضاف المصدر أن "تركيا تتناول مسألة المياه من وجهة نظر إنسانية فقط" .
واتهمت الجماعات الحقوقية تركيا بالفشل في ضمان إمدادات المياه للمناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا.
والعام الماضي، قالت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، ومقرها نيويورك، إن المحطات التي تضخ المياه في شمال شرق سوريا وتسيطر عليها الجماعات المدعومة من تركيا شهدت انقطاعات كبرى بإمدادات المياه، مما ترك مئات الآلاف من السكان بدون مياه للشرب.
وقال آيكان إردمير، النائب السابق بالبرلمان التركي وكبير الباحثين ببرنامج تركيا في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن تركيا استخدمت المياه كسلاح عدة مرات منذ العام الماضي، من خلال عرقلة إمدادات المياه إلى المناطق التي تخضع لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا.
وأضاف خلال حديثه مع "صوت أمريكا"، أن "الحكومة التركية تحسب أن التحكم في المياه سيكون فعالًا بشكل خاص في وقت تسببت فيه جائحة كوفيد-19 المستمرة في تفاقم المخاطر على الصحة العامة بالمنطقة."
وأشار إردمير إلى أن استخدام المياه كسلاح قد يكون بمثابة مسؤولية دبلوماسية كبيرة لتركيا في وقت تحاول فيه تخفيف عزلتها غير المسبوقة إقليميا وعالميا.
في سياق متصل، حثت تامي دوكوورث، العضوة الديمقراطية بمجلس الشيوخ عن ولاية إيلينوي والعسكرية المخضرمة بحرب العراق، الرئيس جو بايدن على زيادة الضغط على تركيا لكبح "أنشطتها الخبيثة" ضد السكان الأكراد في سوريا.
وأشارت "مجلة بوليتيكو" الأمريكية إلى أنه في حين طور الرئيس السابق دونالد ترامب علاقة وطيدة مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، صعدت إدارة بايدن الضغط على أنقرة بسبب ملف حقوق الإنسان وشراء الأسلحة الروسية.
وخلال خطاب أرسلته يوم 5 مايو/أيار وحصلت عليه "بوليتيكو" بشكل حصري، حثت دوكوورث بايدن لفعل المزيد من أجل دعم الأكراد السوريين، الذين تقول إنهم وقفوا بجانب الولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم داعش.
كما أدانت "تشجيع" ترامب لتركيا على غزو منطقة شمال شرق سوريا التي تقع تحت سيطرة الأكراد في العملية المدمرة التي وقعت في أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، وهي خطوة قالت إنها تسببت في أزمة إنسانية وعرضت عشرات الآلاف من المدنيين للخطر، وخاطرت بإطلاق سراح السجناء الدواعش، كما أضرت بشكل بالغ "سمعتنا الدولية."
وقالت: "أمريكا عادت، ومجددًا أصبحت الدبلوماسية في مركز سياستنا الخارجية. يجب علينا استعادة الثقة في حلفائنا وشركائنا من أجل تحقيق أهدافنا الوطنية."
aXA6IDMuMTQ0LjQuNTQg جزيرة ام اند امز