حروب التعريفات.. هل يطلق ترامب «رسوماً مضادة كبرى»؟
![الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحروب التعريفات - تعبيرية](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/13/195-200433-tariff-wars-trump-launch-major-counter-tariffs_700x400.jpg)
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يعتزم الكشف عن رسوم جمركية مضادة، الخميس، لكنه لم يذكر تفاصيل بشأن أحدث خططه بهذا الشأن، والتي قد تستهدف كل دولة تفرض رسوما جمركية على الواردات الأمريكية.
وكتب ترامب على منصته للتواصل الاجتماعي (تروث سوشيال) "اليوم سيشهد الحدث الكبير: الرسوم الجمركية المضادة".
ولم يتضح بعد موعد الكشف عن خطة ترامب للرسوم الجمركية.
وكان البيت الأبيض قد صرح في وقت سابق للصحفيين بأن الكشف عن الخطة سيكون قبل زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي من المقرر أن يصل الساعة الرابعة مساء اليوم إلى البيت الأبيض (1900 بتوقيت غرينتش و23.00 بتوقيت أبوظبي).
- تعريفات ترامب على الألمنيوم تدفع «كوكاكولا» للجوء إلى البلاستيك
- هل يحيي ترامب فكرة شراء الولايات المتحدة لشركة نوكيا أو إريكسون؟
وأدت سياسة ترامب بشأن الرسوم الجمركية إلى تفاقم المخاوف من حرب تجارية عالمية واسعة النطاق وتسريع وتيرة التضخم في الولايات المتحدة.
وكان ترامب، الذي بدأت ولايته في 20 يناير/كانون الثاني 2025، قد أعلن بالفعل عن فرض رسوم جمركية على جميع واردات الصلب والألمنيوم اعتباراً من 12 مارس/آذار المقبل.
كما فرض رسوما جمركية بـ10% على السلع الصينية، وعلق لمدة 30 يوماً تنفيذ رسوم جمركية على السلع الواردة من الجارتين كندا والمكسيك.
ويسعى الرئيس الجمهوري لفرض على المنتجات التي تدخل الولايات المتحدة من دولة أجنبية نسبة الرسوم الجمركية نفسها التي تفرضها الأخيرة على المنتجات الأمريكية المصدرة إليها، ما قد يمثل ضربة قاسية لبعض الاقتصادات الناشئة مثل البرازيل وتايلاند التي تفرض رسوما جمركية أعلى لحماية اقتصادها.
وعلى سبيل المثال، تفرض الهند التي يزور رئيس وزرائها ناريندرا مودي البيت الأبيض الخميس، رسوماً جمركية بنسبة 25% على السيارات الأمريكية، ما يعني أن الولايات المتحدة قد تفرض الرسوم نفسها على السيارات الهندية.
وبعد فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 10% على المنتجات الصينية، و25% على الألومنيوم والصلب، يواصل ترامب سياسته الاقتصادية العدوانية، رافعا شعار "أمريكا أولا".
ويستخدم ترامب الرسوم الجمركية كأداة لجعل الولايات المتحدة "غنية مجددا" بحسب ما وعد خلال حملته الانتخابية.
قانون "العين بالعين"
ويهدف الرئيس الأمريكي من خلال هذه الرسوم إلى تمويل جزء من تخفيضات الضرائب، وتقليص العجز التجاري المتزايد، بالإضافة إلى استخدامها كوسيلة للضغط على الدول الأخرى.
ويتبع ترامب قانون "العين بالعين والسن بالسن" من خلال فرض الرسوم الجمركية المتبادلة، معتبرا أنه أمر "بسيط جدا: إذا جعلونا ندفع، فسنجعلهم يدفعون".
وقال مستشار ترامب في مجال الاقتصاد كيفن هاسيت على قناة "سي إن بي سي" الإثنين الماضي إن "ما يعتقده الرئيس ترامب هو أننا جميعا نستطيع على الأقل أن نتفق على أنه إذا فرضوا علينا ضريبة بنسبة 20%، فيجب أن نكون قادرين أيضا على القيام بذلك. وبالتالي إذا خفضوا تعريفاتهم الجمركية، فسنخفضها، هذه فكرة المعاملة بالمثل".
لكن يؤكد خبراء في مجال الاقتصاد أن تطبيق الرسوم الجمركية المتبادلة قد يثير استياء دول وشركات أجنبية ويضر بالاقتصاد الأمريكي.
ويمكن أن يؤدي اتخاذ اجراءات انتقامية محتملة أو حتى إصدار دعوات إلى المقاطعة كما حدث في كندا إلى إضعاف قطاعات تعاني أصلا مثل الزراعة.
ورأى الخبير الاقتصادي موريس أوبستفيلد أنه "من الممكن أن نرى في نهاية المطاف دولا تسعى إلى الانفصال عن السوق الأمريكية. إنها سوق ضخمة ومربحة جدا ولكنها ترتّب مخاطر إلى حد قد يجعلها أقل جاذبية من الناحية الاقتصادية".
وتوقع العديد من المحللين أيضا أن ترتفع التكلفة على الأمريكيين لأن الرسوم الجمركية يدفعها المستوردون ويكبدون المستهلكين ثمنها عادة. ويُعتبر استياء الأسر من ارتفاع تكلفة السلع الاستهلاكية اليومية أحد أسباب فوز ترامب في الانتخابات التي أجريت في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني.
وبعدما بلغ التضخم ذروته عند +9.5% في ربيع العام 2022 بحسب مؤشر أسعار الاستهلاك، استمر ارتفاع الأسعار ولكن بوتيرة أقل، إلا أن تحديثا للمؤشر نُشر الأربعاء أفاد بارتفاع الأسعار في يناير/كانون الثاني بنسبة 3% على أساس سنوي في تزايد متسارع، وذلك قبل دخول الرسوم الجمركية الجديدة حيز التنفيذ حتّى.