كيف يؤدى طواف القدوم؟ الشروط والأحكام كما وردت في السنة

طواف القدوم هو أول شعائر الحاج المفرد أو القارن، يتضمن سبعة أشواط حول الكعبة ويُعد تحية تعبدية، وله أحكام وشروط مستحبة عند الجمهور.
يبدأ الحاج أو المعتمر شعائره بخطى تفيض بالشوق عند دخوله المسجد الحرام، إذ يُعد "طواف القدوم" أول ما يؤديه المُحرِم بالحج إذا كان مفردًا أو قارِنًا، باعتباره تحية مهيبة للكعبة المشرفة، واستقبالًا تعبديًا يتجاوز حركة الأقدام إلى حضور القلب، إيذانًا ببداية الضيافة في أطهر بقاع الأرض.
تعريف طواف القدوم وأهميته
طواف القدوم هو أول نسك يؤديه الحاج بعد الإحرام إذا دخل مكة مريدًا الحج مفردًا أو قارِنًا، ويتكون من سبعة أشواط يطوف فيها الحاج حول الكعبة المشرفة، جاعلًا الكعبة عن يساره، مبتدئًا بالحجر الأسود ومنتهيًا إليه في كل شوط. أما الحاج المتمتع، فلا يُطلب منه أداء هذا الطواف ضمن حجه، إذ تكفيه أشواط طواف العمرة التي سبقت الحج.
ويشترط لهذا الطواف الطهارة وستر العورة، وأن يتم داخل حدود المسجد الحرام، وقد وصفه العلماء بـ"تحية البيت"، على غرار تحية المساجد بالصلاة.
كيفية أداء الطواف وأحكامه
يبدأ الحاج طوافه من عند الحجر الأسود، ويُسنّ له إن تيسر أن يستلمه، وإن تعذّر أشار إليه بيده دون تزاحم أو إيذاء للآخرين. وخلال الأشواط السبعة، يُستحب للرجال الاضطباع والرمل. يتم الاضطباع بكشف الكتف الأيمن عن طريق إدخال طرف الرداء من تحت الإبط الأيمن ولفّه على الكتف الأيسر، ويظل عليه طوال الطواف. أما الرمل، فهو الإسراع الخفيف في المشي مع تقارب الخطى، ويُسنّ في الأشواط الثلاثة الأولى فقط.
الذكر والدعاء أثناء الطواف
لا تُشترط أدعية محددة خلال الطواف، بل يُستحب الإكثار من الذكر والدعاء والتكبير. ويُستحب الدعاء المأثور بين الركن اليماني والحجر الأسود:
"رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّار".
وعند الانتهاء من الطواف، يُستحب أداء ركعتين خلف مقام إبراهيم إن تيسر، ويُقرأ فيهما سور الفاتحة و"الكافرون" في الأولى، والفاتحة و"الإخلاص" في الثانية، اقتداءً بسنة النبي محمد ﷺ.
حكم طواف القدوم في الفقه الإسلامي
لا يُعد طواف القدوم من أركان الحج أو واجباته، بل هو سنة مؤكدة عند جمهور العلماء، ولا يترتب على تركه دم، ولا يفسد به الحج. ومع ذلك، يحرص الحجاج على أدائه بوصفه افتتاحًا تعبديًا للمناسك، واستعدادًا روحيًا لدخول شعائر الحج بخشوع وخضوع.
يمثل طواف القدوم انطلاقة روحية للحج، حيث تتلاقى الخطوات مع نبض الإيمان في قلب الحاج، في مشهد تعبدي يعلن من خلاله دخول ساحة الطاعة من بوابة البيت العتيق، وإرادة التقرّب إلى الله بصفاء النية وكامل التواضع.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNDUg
جزيرة ام اند امز