الضرائب والإنفاق وعجز الموازنة.. قرارات صعبة تترقبها بريطانيا
ربما تقدم الحكومة البريطانية على اتخاذ قرارات مهمة وصعبة بشأن الضرائب والإنفاق في إطار سعيها لسد العجز في الميزانية.
سد عجز بـ40 مليار جنيه استرليني
ويعمل رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك ووزير المالية جيريمي هانت على وضع خطط لسد عجز لا يقل عن 40 مليار جنيه استرليني (45.50 مليار دولار)، ومن المرتقب الكشف عن أولى خططهما للميزانية في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بحسب "رويترز".
ويقول المسؤولون إن المشاورات لا تستثني أي خيار، بما في تمديد ضريبة استثنائية على شركات الطاقة وخفض الإعفاء الضريبي على الدخل من توزيعات الأرباح.
وقال وزير الدولة في الحكومة البريطانية أوليفر دودن لشبكة سكاي نيوز الأحد 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري "صحيح أننا نتخذ قرارات صعبة... ولكن يتعين أن أوضح لكم ولمشاهديكم أنه ستكون هناك، للأسف، قرارات أكثر صعوبة بكثير في بيان الخريف".
وأضاف أن الحكومة مضطرة لاتخاذ قرارات صعبة بشأن الضرائب والإنفاق، مع التركيز في الوقت نفسه على حماية الفئات الضعيفة.
شتاء قاسي.. وفواتير طاقة "باهظة"
فيما يستعد سكان المملكة المتحدة لمواجهة مصاعب مالية خطيرة هذا الشتاء، حيث سيتعين عليهم دفع ضعف تكاليف فواتير استهلاك الطاقة مقارنة بالعام الماضي، فيما رجحت شبكة الكهرباء البريطانية حدوث انقطاعات محدودة للتيار الكهربائي هذا العام.
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز"، عن الرئيس التنفيذي لشبكة الكهرباء الوطنية في المملكة المتحدة، جون بيتيجرو، قوله إن الشتاء الراهن سيكون أسوأ على البريطانيين من حيث التكاليف، على الرغم من وضع حد أقصى لفاتورة الطاقة السنوية عند 2500 جنيه استرليني.
ومتوسط فاتورة الطاقة السنوية في العام الماضي كان عند مستوى 1277 جنيها استرلينيا، أي نحو نصف فاتورة الوقت الراهن.
وأضاف بيتيجرو أن الشركة أعلنت في مايو/أيار الماضي أنها ستعيد 200 مليون جنيه إسترليني لدفع الفواتير بعد تحقيق أرباح قوية من استيراد وتصدير الطاقة إلى دول أوروبية أخرى عبر الكابلات البحرية، وفقا للصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى إعلان بيتيجرو قيام مؤسسة "ناشيونال جريد" بإنشاء صندوق بقيمة 50 مليون جنيه إسترليني لتغطية الثمانية عشر شهرًا القادمة، والتي ستوزعها على منظمات مثل مؤسسة "بنك الوقود" و"نصائح المواطنين" التي تساعد الأسر التي تعاني من تكاليف المعيشة.
ورغم أن مؤسسة شبكة الكهرباء الوطنية البريطانية، لا تزود الكهرباء أو الغاز، إلا أنها تتلقى نسبة من جميع الفواتير لدفع تكاليف إدارة شبكات الطاقة والإشراف على أنظمة الكهرباء والغاز في البلاد.
ووافق رئيس الوزراء على مخطط "مؤلم" لزيادة الضرائب بجانب خفض الإنفاق العام للمساعدة في خفض الديون، مع رفض وزراء الحكومة ضمان زيادة بنسبة 10.1 في المائة في معاشات التقاعد الحكومية.
وحسب صحيفة "إكسبرس" البريطانية، وافق «سوناك» على الخطوط العريضة لخطة مع المستشار جيريمي هانت، خلال محادثات مكثفة أمس الإثنين، حيث حذر العاملون في وزارة الخزانة من أن بيان الخريف الذي سيصدر في 17 نوفمبر/تشرين الثاني سيكون "مؤلمًا"، مضيفة أن قنبلة ضرائب الحكومة ستجعل الجميع في المملكة المتحدة أسوأ حالاً.
وكان مصدر في وزارة المالية البريطانية قد قال بعد اجتماع بين رئيس الوزراء ريشي سوناك ووزير المالية جيريمي هانت، إن كل فرد في بريطانيا سيحتاج إلى دفع المزيد من الضرائب في السنوات المقبلة لإصلاح ثغرة في المالية العامة، وفقًا لما نشرته وكالة "رويترز" الإخبارية.
ومن المقرر أن يقدم "هانت" بيانًا ماليًا في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، والذي سيكون مصحوبًا بأول توقعات للنمو والاقتراض منذ مارس من مكتب مسئولية الميزانية البريطاني.
وحسب وكالة أنباء "رويترز"، فإن الاقتصاديين يقدرون أنه لا يزال يتعين على الحكومة إيجاد عشرات المليارات من الجنيهات الاسترلينية من المدخرات أو الزيادات الضريبية على المدى المتوسط للحفاظ على المالية العامة على قدم المساواة، حتى لو تم عكس التخفيضات الضريبية لتروس وكوارتنج بالكامل.
وذكرت صحيفة "تليجراف" البريطانية، أن جيريمي هانت يخطط لسد النقص في الميزانية من خلال مزيج من 50% زيادات ضريبية و50% تخفيضات في الإنفاق العام.