خالد الخميسي يستبعد صدور جزء ثانٍ من "تاكسي"
عدد من أساتذة السياسة والأنثربولوجيا يعيدون قراءة كتاب "تاكسي: حواديت المشاوير" للكاتب خالد الخميسي بمناسبة مرور 10 أعوام على صدوره.
"هذا السائق فؤاد بطوله الشاهق وعودە الأرفع من عود القصب، هو أحد عجائب السائقين السبع. سائق تاكسي ومتخصص في البورصة ومضارب عتيد ونجم النجوم، ومحور اهتمام أقربائه وأصدقائه؛ لأنه جعل من بعضهم أغنياء في أيام، ومراقب بعيني الصقر -على حد قوله- لأي تحرك في أي سهم.. عالم البورصة وحركة الأسهم هو عالمه الأول ثم يأتي عالمه الثاني التاكسي".
مقطع من عشرات الحوارات التي رصدت حالة سائقي التاكسي في مصر ودونها بصيغة أدبية الكاتب المصري خالد الخميسي محققا بها نجاحا لافتا، وصفه الراحل
عبد الوهاب المسيري بأنه "عمل أقل ما يوصف به أنه عمل إبداعي أصيل ومتعة فكرية حقيقية".
واحتفالاً بمرور 10 أعوام على صدور كتاب "تاكسي: حواديت المشاوير" ، الصادر عن دار الشروق المصرية، للكاتب والروائي خالد الخميسي استضافت مكتبة القاهرة الكبرى عددا من أساتذة السياسة والتاريخ والاجتماع لإعادة قراءة الكتاب الذي وُصف بالظاهرة آنذاك وتمت ترجمته للعديد من اللغات.
فعبر 200 صفحة و58 حكاية، كانت حوارات سائقي التاكسي تتنقل بين أحوال مصر المختلفة، في مجالات السياسة والأحوال الاجتماعية للمواطن المصري، عبّر الكتاب عن الشارع القاهري، كما قال الخميسي داخل الندوة، ويُذكر أن لغة الكتاب كانت العامية، وقد قال الكاتب جلال أمين عن الكتاب حين صدوره إنه أجمل ما قرأ في وصف المجتمع المصري.
بدأ النقاش أستاذ العلوم السياسية مصطفى كامل السيد، الذي ذكر أنه يُدرّس الكتاب ضمن الأعمال الأدبية التي يتعرف خلالها طلابه على السياسة المصرية، وأضاف السيد أن الكتاب يقدم تغطية مهمة لفترة مليئة بالحراك والزخم السياسي في مصر، وأشاد بالتنوع الموجود بين شخصيات السائقين، من الأمي وحتى الحاصل على الماجستير.
كذلك قامت الدكتورة هبة سالم بتدريس الكتاب لطلابها بالجامعة الأمريكية، لكنها ركّزت على نقاط أخرى، وهي العامية، لأنها تقوم بتدريسه لغير الناطقين بالعربية، وذكرت سالم في تجربتها أنها قامت بعمل قاموس مُصغر للكلمات اليومية التي تُقال في الشارع المصري.
وعلّق الصحفي سيد محمود على الكتاب قائلًا "إن ميزة ما قدّمه الخميسي كانت تسجيل مواقف تحدث بشكل يومي، دون الوقوف عندها، وأنه تمكّن من توثيقها بشكل أدبي رشيق".
أما دكتور الأنثربولوجيا سعيد المصري، فقد ركّز على علاقته بالكتاب التي بدأت عبر الأنثربولوجيا، فقال إنهم خلال انشغالهم بمشروع عمل مُعجم للحياة المصرية، لفت انتباههم أحد الباحثين ل"تاكسي"، وذكر أنه نصّ يتحدث عن الشارع المصري، وأن الكاتب ملاحظ بارع لحياة الشارع.
واستكمل المصري حديثه بأن النص الأنثربولوجي لا يختلف عن النص الأدبي، فيما تعجّ نصوص الأدباء بمعرفة المجتمعات، ويظهر ذلك في كتابات يحيى حقي ونجيب محفوظ، كذلك أيام الإنسان السبعة للكاتب عبد الحكيم قاسم.
تخلل اللقاء ثلاث فقرات بصوت الفنان أحمد حلمي يروي بصوته حوارات من داخل الكتاب، وتنوّعت الحوارات بين السائق الذي يرضى بقضاء الله، وآخر يناقش الكاتب وجهة نظره في أوضاع البلاد، وثالث يحكي له عن المواقف التي يراها من ركاب التاكسي، وكل تلك المواقف تعبر عن أحوال المواطن المصري.
واختتمت الندوة بأسئلة الجمهور التي تنوعت بين تعليقات على الكتاب، وآخرون يستفسرون عن ظروف الكتابة وهل هي من تأليفه أم توثيقية، والمُطالبة بعمل جزء ثان من الكتاب.
ولفت الخميسي إلى أن حوارات "تاكسي" هي عصارة خبرته الحياتية، وتتكون من آلاف الحوارات التي سمعها، وقد قام الخميسي بجمع تلك الحوارات واستخلص منها الرحيق، على حد وصفه.
وصرّح الخميسي أن صاحب دار الشروق قد طلب منه كتابة جزء ثان بالفعل من كتاب "تاكسي"، وقد كتب منها 20 فصلا، لكنه بعد المراجعة اكتشف أنه لا يوجد جديد، وأنها نفس الموضوعات التي ناقشها في الكتاب الأول، ثُم أضاف أن "تاكسي" يمكن تطبيقه على ما يحدث اليوم لكن مع تغيير الأسماء فقط.