120 مليار دولار.. شركات التكنولوجيا تُفرغ ميزانياتها من ديون AI
تسارع كبرى شركات التكنولوجيا العالمية إلى تبني هياكل تمويل غير تقليدية لتمويل التوسع الهائل في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.
فقد نجحت في نقل ما يقرب من 120 مليار دولار من الديون خارج ميزانياتها العمومية. وتكشف هذه الخطوة عن حجم الرهانات المالية المصاحبة لطفرة الذكاء الاصطناعي، كما تثير في الوقت نفسه تساؤلات متزايدة حول المخاطر الكامنة التي قد لا تظهر بوضوح في البيانات المالية المعلنة.
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "فاينشيال تايمز"، تقود شركات مثل Meta وOracle وxAI التابعة لإيلون ماسك، إلى جانب مزودي البنية التحتية المتخصصين مثل CoreWeave، هذا التحول من خلال إنشاء كيانات ذات غرض خاص تتولى بناء وتشغيل مراكز البيانات العملاقة. وبهذه الآلية، تُسجَّل الديون على هذه الكيانات المستقلة بدلًا من القوائم المالية للشركات الأم، مما يسمح للأخيرة بالحفاظ على ميزانيات “أنظف” ونسب مديونية أقل.
وتشارك مؤسسات مالية كبرى في وول ستريت في تمويل هذه الهياكل، من بينها BlackRock وApollo Global Management وPIMCO، إضافة إلى بنوك استثمارية عالمية. وتستند هذه الصفقات إلى قروض طويلة الأجل وعقود تشغيل تمتد لسنوات، غالبًا ما تكون مدعومة بتوقعات الطلب المستقبلي على خدمات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية.
مرونة مالية أم عبئ مؤجل؟
ويرى محللون أن هذه الاستراتيجية تمنح شركات التكنولوجيا مرونة مالية كبيرة، إذ تساعدها على الحفاظ على تصنيفات ائتمانية قوية وتجنب ضغوط المساهمين بشأن ارتفاع مستويات الديون. كما تتيح لها الاستمرار في ضخ استثمارات ضخمة في بنية تحتية تُعد أساسية للحفاظ على موقعها التنافسي في سباق الذكاء الاصطناعي العالمي.
لكن في المقابل، يحذر خبراء من أن نقل الديون خارج الميزانيات لا يعني اختفاء المخاطر، بل قد يؤدي إلى تأجيل ظهورها. فإذا تباطأ الطلب على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، أو لم تتحقق العوائد المتوقعة، فقد تتحول هذه الكيانات الممولة إلى عبء غير مباشر، سواء عبر إعادة التفاوض على العقود أو تحمل خسائر تشغيلية غير متوقعة.
وتشير التقديرات إلى أن مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي أكثر تكلفة بكثير من مراكز البيانات التقليدية، بسبب الاعتماد على شرائح متقدمة، واستهلاك ضخم للطاقة، ومتطلبات تبريد معقدة. ومع استمرار ارتفاع أسعار الطاقة وتشديد السياسات النقدية، تزداد حساسية هذه المشاريع لأي تغير في الظروف الاقتصادية.
ويشبّه بعض المحللين هذا التوجه بنماذج تمويل استخدمت سابقًا في قطاعات مثل الطيران والعقارات والطاقة، حيث جرى فصل الأصول الثقيلة عن الميزانيات الأساسية. غير أن خصوصية الذكاء الاصطناعي تكمن في سرعة تطوره وعدم وضوح مساره الربحي طويل الأجل، ما يجعل تقييم المخاطر أكثر تعقيدًا.
وبحسب المراقبين، يعكس نقل 120 مليار دولار من ديون مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي خارج الميزانيات سباقًا استثماريًا محمومًا للسيطرة على مستقبل التكنولوجيا. وبينما تحقق شركات التكنولوجيا مكاسب محاسبية ومالية على المدى القصير، يبقى التساؤل مطروحًا حول ما إذا كان النمو المستقبلي للذكاء الاصطناعي سيبرر هذا الحجم من الديون المؤجلة، أم أن الأسواق ستكتشف لاحقًا تكلفة أعلى مما تبدو عليه الصورة اليوم.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA==
جزيرة ام اند امز