فريق فني لمواجهة كارثة "صافر".. استعداد يمني للتدخل الطارئ
تتواصل تحذيرات المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحماية البيئة حول العالم، من تسريبات محتملة وانفجار مرتقب لناقلة النفط صافر بالبحر الأحمر.
ووسط هذه التحذيرات الدولية، التي اكتفت بالتقارير واقتصرت على بيانات الإدانة لمليشيات الحوثي، تعمل السلطات المعنية في اليمن على تدارك التسرب المتوقع لمحتويات ناقلة صافر العائمة، وبشكل عملي.
وشارك فريق وطني من اليمن في دورة تدريبية تأهيلية بمدينة الغردقة المصرية، للاستعداد لأية احتمالات مفاجئة لتسرب الخزان النفطي، وذلك أواخر شهر مايو/أيار الماضي.
وجاء التمرين تنفيذا لقرارات مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة خلال اجتماعه الطارئ لمناقشة الخطر البيئي لخزان صافر بدعوة من السعودية في سبتمبر الماضي.
التدريب تركز حول الاستجابة لحالات الانسكابات النفطية وطرق تنظيف الشواطئ الملوثة، ونظمتها الهيئة اليمنية العامة لحماية البيئة، والهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن.
يأتي ذلك ضمن حرص الدول العربية لمساندة اليمن في ضوء التعنت والرفض الحوثي لصيانة النقالة صافر، والذي ينذر بكارثة بيئية واقتصادية مريعة، قد تكون الأسوأ في التاريخ.
مواجهة الكارثة
"العين الإخبارية" التقت مدير عام الإدارة العامة للرصد والتقييم البيئي في الهيئة اليمنية العامة لحماية البيئة، المهندس وليد الشعيبي، وهو أيضا رئيس الفريق الوطني المشارك في الدورة التدريبية بجمهورية مصر العربية؛ لمعرفة طبيعة ما اكتسبه المتدربون اليمنيون خلال التدريب، وكيفية توظيفه لتدارك الكارثة الوشيكة، أو التخفيف من آثارها.
وقال المهندس الشعيبي إن الدورة جاءت لوضع آليات الاستجابة المختلفة لمكافحة التلوث البحري المتوقع من الناقلة، من خلال إكساب الفريق المشارك آليات مكافحة الانسكابات النفطية.
وأضاف أن التأهيل الذي تلقاه الفريق هدف إلى تمكين متخصصين من اليمن بطريق وآليات مواجهة التسريبات النفطية، وطرق تنظيف الشواطئ الملوثة، وكذا التعرف على المعدات المناسبة المستخدمة لمكافحة التلوث النفطي.
مهارات عملية
وأكد المسؤول البيئي لـ"العين الإخبارية" أن التدريب ركز على العديد من المحاور، أهمها الاطلاع على تجارب دول أخرى واجهت حوادث مشابهة من التلوث البحري بالزيت.
كما تعرف الفريق اليمني على سلوك الزيت المنسكب في البيئة البحرية وتحت تأثير الظروف الجومائية، بالإضافة إلى تقدير كميات الزيت المنسكب، والتعرف على مظهر الزيت وتأثيره على الأحياء البحرية.
وأشار المسؤول اليمني إلى أن الدورة تطرقت إلى أسس استخدام الحواجز المائية؛ لمنع اتساع رقعة التلوث، والتمكن من أدوات تنظيف الشواطئ مثل أنواع الكوانس والمكاشط، خواصها واستخداماتها المختلفة، واستعمال المواد الكيميائية المشتتة والماصة لبقع التلوث.
آلية التدخل لمواجهة الكارثة
المهندس وليد الشعيبي وصف الدورة بالمهمة، لافتًا إلى أنها شملت عدة مواضيع متخصصة، تساهم في الحد من الكارثة المرتقبة، حيث منحت المتدربين مهارات الاستطلاع الجوي للزيت المتسرب في البحر، وآلية الاستشعار عن بُعد، بواسطة طائرة.
وأشار إلى أن الدورة تطرقت إلى نمذجة مسار واتجاهات بقع الزيت، وأسس استخدام الحواجز المائية العائمة لاحتوائها، من خلال مبدأ التحكم في تسرب الزيت.
كما شملت الدورة تدريبات عملية وتطبيقية على الشاطئ، وتنفيذ أعمال تقييم للمناطق الملوثة بالنفط وتنظيفها، على مختلف أنواع البحار والشواطئ، وفق المهندس الشعيبي، ومن المؤكد أن هذه الآليات هي جوهر التدريب الذي تم تهيئته للفريق اليمني؛ وبإمكان مثل هذه الطرق والأساليب أن تحد وتخفف من وطأة الكارثة البيئية الوشيكة، التي سيتسبب بها خزان صافر النفطي.
ويؤكد المسؤول اليمني أن الفريق الوطني دعا إلى ضرورة تسهيل عمله في المناطق المهددة بالتسرب النفطي على سواحل البحر الأحمر وخليج عدن.
كما طالب بإنشاء مراكز متخصصة لمكافحة التلوث في محافظة الحديدة تحديدا، خاصةً وأنها مهددة بشكل مباشر من الكارثة، بالإضافة إلى تأسيس مراكز مماثلة في المحافظات الساحلية اليمنية المتأثرة بالانسكابات النفطية.
واختتم المهندس وليد الشعيبي تصريحه لـ "العين الإخبارية" بالدعوة إلى تكثيف عقد مثل هذه الدورات والتدريبات العملية داخل اليمن، وفي المناطق المطلة على الساحل اليمني جنوبا وغربا.
تحذيرات دولية
وحملت التحذيرات التي تنبأت بكارثة بيئية لا تحمد عقباها، مليشيات الحوثي مسؤولية تبعات الانسكابات المتوقعة؛ بسبب تعنتها ورفض صيانة الناقلة المتهالكة، وإيذاء البيئة وقطاع الصيد باليمن والمنطقة.
آخر هذه التحذيرات صدرت عن الحكومتين البريطانية والأمريكية، عقب مرور أيام من احتفال العالم بيوم المحيطات والذي يصادف 8 يونيو/ حزيران من كل عام.
وقالت السفارة البريطانية لدى اليمن: "إن إهمال وضع الناقلة يعني احتمالية تسرب النفط إلى البحر الأحمر بشكل يفوق 4 مرات تسرب إيكسون فالديز".
وذكرت في تغريدة رصدتها "العين الإخبارية"، أنه إلى جانب الوضع الإنساني الصعب الذي تعيشه البلاد، من الممكن أن يؤدي التسرب إلى أضرار غير مسبوقة للحياة البرية والبحرية والشعاب المرجانية.
من جانبه، نشرت السفارة الأمريكية فيديو على حسابها في موقع "تويتر"، وشددت على أهمية التحرك "الآن لمنع وقوع كارثة اقتصادية وإنسانية وبيئية إزاء ناقلة النفط صافر والتي ترسو في وضع حرج".
وقالت إنه "من خلال تسيس الحوثيون مشكلة الناقلة يخاطرون بإلحاق المزيد من الآلام وإحداث أضرار بيئة هائلة في المنطقة"، مشيرة إلى أعذار وعراقيل مليشيا الحوثي ومنعهم وصول الفريق الأممي لإنجاز مهمته.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuNDAg جزيرة ام اند امز