لماذا لم تمنع التكنولوجيا التصادم القاتل في سماء واشنطن؟
في مساء يوم الأربعاء، وقع حادث جوي مأساوي بالقرب من مطار رونالد ريغان الوطني في واشنطن، حيث اصطدمت طائرة ركاب بمروحية عسكرية على ارتفاع منخفض، مما أدى إلى تحطمهما في نهر بوتوماك.
الحادث أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متن الطائرة والمروحية، وكان من بينهم 60 راكباً، من بينهم بطلتا التزلج الفني على الجليد الأمريكية والروسية، بالإضافة إلى طاقم الطائرة المكون من 4 أفراد. كما كانت المروحية تقل 3 عسكريين كانوا في مهمة تدريبية روتينية.
يأتي هذا الحادث بعد فترة قصيرة من تحطم طائرة ركاب في كوريا الجنوبية، نتيجة لاصطدامها بطائر، ما أسفر عن مقتل جميع ركاب الطائرة ما عدا اثنين.
وقد أعادت هذه الحوادث تسليط الضوء على ضرورة تعزيز السلامة الجوية في جميع أنحاء العالم.
على الرغم من وجود أنظمة تكنولوجية حديثة تهدف إلى تجنب التصادمات الجوية، مثل نظام تجنب التصادم الجوي (TCAS)، الذي يعمل على مراقبة الطائرات الأخرى وتنبيه الطيارين بالمخاطر المحتملة، يبقى السؤال: لماذا لم يمنع هذا النظام الفشل الكارثي في هذا الحادث؟
نظام TCAS وأهدافه
يعد نظام (TCAS) جهاز أمان جوي يراقب الفضاء الجوي حول الطائرة للكشف عن الطائرات الأخرى المزودة بالمستجيبات الإلكترونية.
هذا النظام يعمل بشكل مستقل عن نظام مراقبة الحركة الجوية الخارجي، ويهدف إلى تنبيه الطيارين بوجود طائرات قريبة أو مخاطر محتملة للتصادم.
منذ تطوير النظام في عام 1974، شهد العديد من التحسينات. الجيل الأول من النظام (TCAS I) كان يكتفي بمراقبة الطائرات المجاورة وتنبيه الطيار عن اتجاهاتها وارتفاعاتها، مع إصدار تنبيه مروري (TA) إذا كانت هناك مخاطر تصادم.
أما الجيل الثاني (TCAS II)، فقد تضمن إرشادات دقيقة للطيار حول كيفية تجنب التصادم، سواء عبر الهبوط أو الصعود أو تعديل السرعة. الأنظمة الحديثة كذلك تتواصل مع بعضها لضمان التنسيق بين الطائرات.
مشكلة المروحيات العسكرية
تتطلب الاتفاقات الدولية بموجب "اتفاقية شيكاغو" تجهيز الطائرات التجارية بنظام (TCAS).
لكن المروحيات العسكرية ليست ملزمة بموجب هذه الاتفاقية، رغم أنها تخضع للقوانين المحلية في كل دولة.
التقارير تشير إلى أن المروحية العسكرية المتورطة في الحادث لم تكن مزودة بنظام (TCAS)، مما يزيد من تعقيد تفسير سبب عدم منع النظام لهذا التصادم.