هل ينجح الذكاء الاصطناعي في مواجهة كوارث المناخ؟.. دراسة عالمية تجيب
تتضمن أجندة دافوس 2024 موضوع الذكاء الاصطناعي كقوة دافعة للاقتصاد والمجتمع، واستكشاف كيف يمكننا استخدامه لإفادة الجميع.
فضلاً عن المساعدة في مواجهة تحديات الاستدامة الوشيكة، حيث يسهم الذكاء الاصطناعي في إدارة المخاطر المجتمعية المحتملة.
ويُظهر بحث الرأي العام العالمي الأخير الذي أجرته شركة Globe Scan أن الجمهور في جميع المناطق يدعم إلى حد كبير التكنولوجيا للمساعدة في حل مشكلة تغير المناخ - ويتطلع الكثيرون بشكل متزايد إلى شركات التكنولوجيا الكبرى كقوة من أجل الخير.
- مدير IBM بالشرق الأوسط وأفريقيا: التكنولوجيا محرك أساسي لمواجهة تحديات المناخ
- الإمارات في دافوس 2024.. ثالث أكبر مشاركة دولية وجناح لا يعرف المستحيل
يكشف بحث Globe Scan عن اعتقاد متزايد بين الأفراد على مستوى العالم بأن فوائد التكنولوجيا الحديثة أكبر من مخاطرها، إلى جانب القلق المنخفض نسبيًا بشأن المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي. وقد ارتفعت النسب التي توافق على أن فوائد التكنولوجيا الناشئة تفوق مخاطرها بنحو الثلثين في عام 2016 (65٪) إلى ثلاثة أرباع في عام 2023 (75٪) في 13 دولة يتم تتبعها باستمرار مع مرور الوقت.
ويظهر البحث أيضًا أن الأفراد ينظرون بشكل متزايد إلى التكنولوجيا باعتبارها المفتاح لحل مشكلة تغير المناخ؛ إذ يعتقد ثلثا الأفراد في جميع أنحاء العالم أن "التكنولوجيا الجديدة ستحل مشكلة تغير المناخ، ولا تتطلب سوى تغييرات طفيفة في التفكير البشري والسلوك الفردي" (زيادة 15 نقطة في 16 دولة تم تتبعه منذ عام 2011).
إن الاعتقاد بأن التكنولوجيا هي الحل لتغير المناخ بات قوياً بشكل خاص في آسيا وأفريقيا والشرق الأوسط، حيث يعيش الأفراد في البلدان ذات الانبعاثات العالية للغازات الدفيئة مثل الصين (79%)، والهند (80%)، ولديهم اعتقاد قوي جدًا بأن التكنولوجيا وحدها ستحل المشكلة. إن الإيمان بالتكنولوجيا اللازمة لحل مشكلة تغير المناخ أضعف نسبياً في الدول الأكثر إطلاقاً للانبعاثات في أمريكا الشمالية وأوروبا، بما في ذلك الولايات المتحدة (53%)، والمملكة المتحدة (52%)، وكندا (48%)، وألمانيا (47%).
المناخ مقابل الذكاء الاصطناعي
ويسلط بحث Globe Scan الضوء أيضًا على المستوى المنخفض نسبيًا من القلق لدى الجمهور العالمي بشأن المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي. في 31 دولة ومنطقة شملها الاستطلاع في عام 2023، أشار البحث إلى أن ربع الأشخاص فقط (26%) يرون أن مخاطر الذكاء الاصطناعي خطيرة للغاية؛ في المقابل، يشعر أكثر من الضعف (64%) بنفس الشعور تجاه تغير المناخ.
ويعرب الأفراد في بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عن مستويات مماثلة من القلق المنخفض بشأن الذكاء الاصطناعي، على الرغم من أن الأفراد في منطقة آسيا وفي أوروبا يميلون إلى أن يكونون أقل قلقا نسبيا بشأن مخاطره المحتملة. وتميل النساء والأشخاص ذوو التعليم المنخفض والقوة الشرائية المنخفضة إلى الشعور بقلق أكبر بشأن مخاطر الذكاء الاصطناعي مقارنة بالرجال وأولئك الأكثر تعليماً والأكثر ثراءً. ومع ذلك، لا توجد سوى اختلافات طفيفة في الاهتمام بين مختلف الفئات العمرية وبين أولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية والحضرية.
إلى جانب الإيمان القوي بالابتكار كحل لأكبر التحديات التي تواجهها البشرية، يكشف بحث Globe Scan أيضًا عن أن وجهات النظر حول قطاع التكنولوجيا باعتباره جهة فاعلة مجتمعية مسؤولة، قد نمت بشكل ملحوظ في العقد الماضي؛ إذ ارتفع صافي التقييمات لشركات التكنولوجيا التي تفي بمسؤولياتها تجاه المجتمع (التصورات الإيجابية ناقص التصورات السلبية) من +18 في عام 2013 إلى +32 في عام 2023 بين 17 دولة تم تتبعها باستمرار مع مرور الوقت.
ومع ذلك، هناك اختلافات كبيرة جدًا في تصورات صناعة التكنولوجيا بين مختلف البلدان والمناطق والمجموعات السكانية، مما يكشف عن وجهات نظر مستقطبة حول شركات التكنولوجيا الكبرى كقوة من أجل الخير.
على الرغم من مستويات الثقة المنخفضة نسبيًا في الشركات العالمية وكذلك في الحكومات، تُظهر أبحاث Globe Scan اتجاهًا قويًا على مدى العقدين الماضيين لزيادة الدعم للحكومات للتدخل وتنظيم الشركات للعمل بشكل أكبر لصالح المجتمع. في الوقت نفسه، تكشف النتائج أن ما يقرب من تسعة من كل عشرة أشخاص يوافقون على أنه يجب على الشركات الضغط على الحكومات لمعالجة تغير المناخ وحماية الطبيعة والحياة البرية
تم إجراء الاستطلاع الذي شمل ما يقرب من 30 ألف شخص في 30 دولة ومنطقة في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب من عام 2023.