ضغوط التكنولوجيا تُربك وول ستريت.. والفيدرالي يهدّئ الأسواق بنبرة باول
شهدت الأسهم الأمريكية حالة من التباين في تداولات الخميس، إذ ارتفعت أغلب المؤشرات في وول ستريت، بينما كبحت الخسائر الحادة في سهم «أوراكل» صعود السوق، وسط مخاوف بشأن جدوى إنفاق عملاق التكنولوجيا على استثمارات الذكاء الاصطناعي.
وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.4% في بداية الجلسة، وهبط مؤشر ناسداك المركب 0.8%، في حين صعد مؤشر داو جونز الصناعي 184 نقطة، ما يعادل 0.4%. وجاء هذا الأداء مدفوعًا بانخفاض عوائد سندات الخزانة بعد تقرير أظهر ارتفاع طلبات إعانات البطالة بأكثر من المتوقع.
وأشارت وكالة "أسوشيتد برس" إلى أن الأسواق تتجه نحو افتتاح منخفض بعد موجة صعود قياسية، مدفوعة بثالث خفض للفائدة هذا العام، إلى جانب إشارات من مجلس الاحتياطي الفيدرالي بأنه منفتح على مزيد من التخفيضات خلال العام المقبل.
وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.2%، فيما حافظت عقود «داو جونز» على استقرارها، وهبطت عقود «ناسداك» 0.4% تحت ضغط تراجع أسهم شركات الذكاء الاصطناعي بفعل المخاوف المرتبطة بتدفقات أوراكل النقدية.
واستقبل المستثمرون تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول بارتياح، بعدما بدا أكثر مرونة تجاه خفض الفائدة مما كان متوقعا. وأكد باول أن البنك المركزي يتعامل مع مرحلة دقيقة، إذ يتباطأ سوق العمل في ظل ضغوط تصاعدية على التضخم، مشيرًا إلى أن خفض الفائدة قد يدعم جانبًا من مهمته المزدوجة على حساب الجانب الآخر.
وللمرة الأولى خلال دورة الخفض الحالية، أوضح باول أن أسعار الفائدة عادت إلى «الوضع الطبيعي»، بحيث لا تمثل عبئا على سوق العمل أو عنصرا محفزا للتضخم. وتمنح هذه المقاربة الفيدرالي مساحة زمنية للاحتفاظ بالمستويات الحالية ومراجعة التطورات الاقتصادية المقبلة.
وتفضل وول ستريت الفائدة المنخفضة لدورها في تحفيز الاقتصاد ورفع تقييمات الأصول المالية، رغم ما قد ينتج عنها من ضغوط تضخمية.
وتصدرت «أوراكل» مشهد التراجعات بعد هبوط سهمها بنحو 12%، إثر إعلان أرباح فصلية جاءت دون توقعات السوق. وتزايدت المخاوف بشأن التدفقات النقدية للشركة بعدما كشفت أنها أنفقت نحو 12 مليار دولار في الربع الثاني استثمارات رأسمالية، بزيادة تتجاوز 40% عن تقديرات المحللين وفق بيانات «فاكت سيت».
وقالت إيبك أوزكاردسكايا من «سويسكوت» إن النتائج «ليست سيئة للغاية»، لكنها تؤكد القلق من الإنفاق الضخم على الذكاء الاصطناعي الممول عبر الديون، دون وضوح جدول تحقيق العوائد.
وشهد قطاع التجزئة ضغوطا مماثلة، حيث تراجع سهم «أوكسفورد إندستريز» بأكثر من 22% بعد خفض توقعاتها السنوية لنتيجة تراجع إنفاق المستهلكين، مع تقليص توقعات صافي المبيعات إلى نطاق يتراوح بين 1.47 و1.49 مليار دولار.
وفي أوروبا، ارتفع مؤشر داكس الألماني 0.1%، ومؤشر فوتسي 100 البريطاني بالنسبة نفسها، بينما صعد مؤشر كاك 40 الفرنسي 0.5%. وفي آسيا، انخفض مؤشر نيكاي 225 الياباني 0.9% إلى 50,148.82 نقطة، متأثرًا بتراجع سهم «سوفت بنك» بنسبة 7.7% وسط توقعات برفع بنك اليابان للفائدة الأسبوع المقبل.
وفي هونغ كونغ، تخلى مؤشر هانغ سينغ عن مكاسبه ليغلق منخفضًا بشكل طفيف دون 0.1% عند 25,530.51 نقطة، بعدما خفضت سلطة النقد تكلفة الاقتراض إلى 4%، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر/تشرين الأول 2022. كما هبط مؤشر شنغهاي المركب 0.7% إلى 3,873.32 نقطة.
وساد الحذر قبيل صدور بيانات الائتمان الصينية لشهر نوفمبر/تشرين الثاني، بعدما أظهرت أرقام أكتوبر تراجعًا حادًا في الإقراض، بما يفوق التوقعات، ويعكس ضعف الطلب الاستهلاكي.
وفي أستراليا، ارتفع مؤشر S&P/ASX 200 بنحو 0.2% إلى 8592 نقطة مدعومًا بأسهم التعدين والذهب، فيما استقر معدل البطالة عند 4.3%. وتراجع مؤشر كوسبي الكوري 0.6% بعد هبوط سهم «إس كيه هاينكس» 3.8% عقب تحذيرات بشأن الارتفاع المفرط للسهم.
كما انخفض مؤشر تايكس التايواني 1.3%، بينما ارتفع مؤشر سينسكس الهندي 0.4%.
وفي أسواق الطاقة، تراجع خام غرب تكساس الوسيط 64 سنتًا إلى 57.82 دولار، وانخفض خام برنت 66 سنتًا إلى 61.56 دولار للبرميل. ولم تتأثر الأسعار بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول احتجاز واشنطن ناقلة نفط قرب فنزويلا، وسط استمرار الضغوط المتعلقة بالاقتصاد العالمي وضعف الطلب على الطاقة.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز