تزايد وفيات المهاجرين المحتجزين بطرابلس جراء سوء الأوضاع
بحسب صحيفة الجارديان فإن المهاجرين يُحتجزون لأجل غير مسمى بعد إعادتهم إلى ليبيا من قبل خفر السواحل التابع لحكومة الوفاق
كشفت صحيفة الجارديان البريطانية عن تزايد أعداد الوفيات في مراكز احتجاز المهاجرين واللاجئين في العاصمة الليبية طرابلس التي تشهد أوضاعا مأساوية.
ويُحتجز المهاجرون واللاجئون لأجل غير مسمى بعد إعادتهم إلى ليبيا من قبل خفر السواحل التابع لحكومة الوفاق التي تتلقى تمويلاً من الاتحاد الأوروبي.
وأشارت "الجارديان" إلى أن أحدث حالات الوفيات التي شهدتها هذه المراكز كانت للصبي الإريتري آدال ديبريتسيون، البالغ من العمر 16 عاماً، والذي كان محتجزا في مركز سبأ في طرابلس منذ أكثر من عام.
وذكر مسؤولو المركز أن الصبي توفي في 12 يناير/كانون الثاني نتيجة مرض مجهول ونقص الرعاية الطبية.
ونقلت عن إريتري آخر، وهو واحد من نحو 400 شخص ما زالوا محتجزين هناك: "نشعر بالحزن حقًّا، ونحن خائفون".
وتحدثت "الجارديان" إلى اللاجئين الذين احتُجزوا مع الصبي "آدال ديبريتسيون" في مركزين مختلفين خلال العامين الماضيين، وجميعهم طلبوا عدم ذكر أسمائهم لأسباب أمنية، وقالوا إنه حاول عبور البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا في أبريل/نيسان 2018.
وقال لاجئ آخر، موجود الآن في رواندا، إنه تعرف على آدال في مركز اعتقال السكة: "لقد كان شجاعًا للغاية، وصبيا مجتهدا".
وأضاف أن الصبي قام بتصوير الاحتجاجات في مركز "سبأ" بالهاتف، حيث أظهر المحتجزين وهم يطلبون المساعدة والترحيل، وأرسل الفيديو إلى الصحفيين والناشطين.
وأشار إلى أن آدال ديبريتسيون ظل طريح الفراش لنحو أسبوعين، ولم يحصل على سوى مسكنات للألم دون أن يعرض على طبيب، وأن المحاولة الأخيرة لنقله إلى عيادة خاصة فشلت، حيث كان قد مات بالفعل لدى وصوله.
وقالت صفا مشلي، المتحدثة باسم منظمة الهجرة الدولية، والتي عملت في المركز: "لا يزال موظفونا غير قادرين على التحقق من التقارير. هذه الحوادث المأساوية هي نتيجة للظروف الخطيرة التي يواجهها جميع المدنيين في مناطق النزاع".
وتابعت: "كذلك عمال الإغاثة الذين لا يستطيعون في بعض الأحيان الوصول إلى مناطق معينة بسبب مخاوف أمنية".
وأضافت أنه تم إجبار اللاجئين في الآونة الأخيرة على العمل مع المليشيات التي تدير مركز الاحتجاز في سبأ مقابل الطعام.
وسبأ 1 من 5 مراكز في طرابلس، حيث يقول اللاجئون والمهاجرون إن المليشيات تستخدمهم كدروع بشرية، وفي مساعدة المقاتلين في الحرب التي بدأت في أبريل/نيسان الماضي.
وفي مارس/آذار من العام الماضي، توصل تقييم أجرته منظمة أطباء بلا حدود إلى أن واحداً من كل 4 محتجزين في سبأ يعانون من سوء التغذية.
وقالت كارلين كلايير، رئيسة قسم الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود: "ما نراه اليوم في مركز الاحتجاز بطرابلس هو إحدى سمات نظام غير خاضع للرقابة يعرض حياة اللاجئين والمهاجرين للخطر".
وأضافت: "نحن نتحدث عن الضروريات اللازمة للحفاظ على حياة الإنسان. إذا لم يكن بالإمكان توفير الغذاء والمأوى والخدمات الأساسية بطريقة متسقة ومناسبة، فينبغي إطلاق سراح هؤلاء الأشخاص على الفور من قبل السلطات الليبية".
وكانت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية قد كشفت أن شبكات من المليشيات ومهربي البشر وخفر السواحل الليبي التابع لحكومة الوفاق غير الدستورية في البلاد، تنهب الملايين من أموال المساعدات الأوروبية المخصصة للمهاجرين في طرابلس.
وأرسل الاتحاد الأوروبي أكثر من 327.9 مليون يورو إلى ليبيا إلى جانب 41 مليون إضافية تمت الموافقة عليها في أوائل ديسمبر/كانون الأول الماضي، تم تحويلها غالبا عبر وكالات الأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTUuMjAzLjI0MiA= جزيرة ام اند امز