حكاية يوتيوب.. حفل عشاء طريف يدر المليارات على 3 مراهقين

هل كنت تتخيل أن حفل عشاء يقود 3 أصدقاء لثروة هائلة؟ إنها حقيقة وليست خيالا.. وهذه رحلة أهم موقع فيديوهات في العالم.

في عام 2005، كان يقيم كل من ستيف شيه شن، وشاد هيرلي، وجاويد كريم حفل عشاء، وعقب الانتهاء من الحفل حاولوا تبادل الفيديوهات الطريفة التي سجلوها لهم، ولكن كل الطرق باءت بالفشل، نظرا لكبر مساحة الفيديوهات، وعجز أجهزتهم عن نقلها أو حتى تداولها عبر البريد الإلكتروني.

يوتيوب فكرة بمليار دولار

كان هذا الموقف البسيط الذي يمر به ملايين الشباب في ذلك الوقت، هو بداية الشرارة لانطـلاق قصة يوتيوب "Youtube"، الموقع الأشهر في العالم لمشاركة الفيديوهات عبر الإنترنت بشكل سريع وسلس، ويتيح للجميع رفع الفيديوهات مهما كانت مساحتها.

وبعد مرور أشهر من هذه الفكـرة انطلق الموقع الذي سمـوه "يوتيوب"، وتم رفع أول فيديو على الإطلاق تحت عنـوان ( أنا في حديقة الحيـوان Me at the Zoo) ، مدته 18 ثانية لأحد المؤسسين جاويد كريم.

خطوات تأسيس يوتيوب "Youtube"

كان الشاب تايواني الجنسية المُهاجر إلى أمريكا مع عائلته، والذي درس بأكاديمية العلوم بولاية الينوي، وتخرّج بشهادة أكاديمية في علوم الحاسب الآلي، وكلا من شاد هيرلي وجاويد كريم، يعملوا في شركة "باي بال Paypal"، وكوّنوا ثلاثياً رائعاً لصداقة ممتدة تتميز بالذكاء والإبداع طوال فترة عملهم المشترك.

لاحقاً قامت شركة "إي باي eBay" العملاقة بشراء شركة "باي بال Pay Pal"، الأمر الذي مكّن الثلاثة شباب من الحصول على مكافأة مالية كبيرة بعد عملية إتمام الاستحواذ على شركة باي بال التي عملوا فيها، وجعلهم يبدأون التفكير في استثمار هذا المال في بدء مشروع ناشئ جديد مميز.

ودشن "الثلاثي العبقري" موقع يوتيوب، ومنذ انطلاقه في أبريل/نيسان 2005، حقق الموقع قبولاً كبيراً من المستخدمين، جعله يحصل على دعم استثمار سريع وجيد، أهّلهم إلى إضافة خصائص فنّية إضافية جيدة جداً في الموقع مثل صندوق للبحث، واستخدام خدمات إعلانيـة بهدف تغطيـة مصروفات الشركة.

في عام 2006 كان الموقع يحقق نمواً مذهلاً واستخداماً هائلاً من المستخدمين، الأمر الذي لفت أنظار شركة جوجل العملاقة لهذا الموقع المميز الذي يعتبر كنزًا حقيقيًا، فقدمت عرض استحواذ بقيمة مليار ونصف مليار دولار، وكان هذا العرض من أضخم صفقات عالم الإنترنت في تلك الفترة، خصوصاً أن يوتيوب كان موقعا صغيرا ولم يمتلئ بالمحتوى أو المستخدمين بعد.

استمر كل من ستيف وشاد في مهام إدارية في يوتيوب بعد بيعه، بينما فضّـل جواد كريم أن يتوجّه للعمل كمدرّس في جامعة ستانفورد العريقة.

وأفادت المحللة لدى شركة "Needham" البحثية "لورا مارتن" أن القيمة السوقية لمنصة الفيديوهات "يوتيوب" ستقدر بنحو 140 مليار دولار حال فصلها عن الشركة الأم "ألفابت".

ويبلغ إجمالي القيمة السوقية لشركة جوجل اليوم نحو 2.5 تريليون دولار.