وفاة "غامضة" لمخرج كردي وأصابع الاتهام تشير للحرس الإيراني
المخرج الكردي القتيل كان يعتزم إنتاج فيلم قصير عن معاناة "العتالين" مع أجهزة الأمن الإيرانية على حدود البلاد وجرى استجوابه عدة مرات.
أثارت وفاة مخرج سينمائي كردي في حادث سير على نحو غامض مزيدا من الجدل في إيران، لا سيما وأنه كان معتقلا قبل أيام من مصرعه لدى مليشيا الحرس الثوري الإيراني لاستجوابه على خلفية أنشطته المناهضة لسياسات نظام ولاية الفقيه.
وسائل إعلام كردية محلية، بينها منصة "بانه أونلاين" الإخبارية، نقلت نبأ مصرع رحيم ذبيحي (47 عاما)، مساء السبت، في حادث سير رفقة شقيقه بمدينة بانه الواقعة في شرق إقليم كردستان إيران شمالي البلاد، وذلك بعد اشتعال النيران بسيارتهما.
وطالب نشطاء أكراد على مواقع التواصل الاجتماعي بالخروج في مسيرات احتجاجية تعبيرا عن استنكارهم للحادث المروع، خاصة وأن عائلة ذبيحي عثرت على جثته متفحمة بالكامل برفقة أخيه "كيوان"، ومقيدَي الأيدي والأرجل داخل المقعد الخلفي بالسيارة، مؤكدين وجود شبهات تلف هذا الحادث بأسره، دون أن يُفصحوا عن ملابسات أو تفاصيل أخرى.
- إيرانيون يتهمون "الحرس الثوري" باغتيال معارض والنظام يتحدث عن انتحاره
- معارض إيراني يهاجم الخميني وخامنئي: قتلة منذ عقود
ويُعدّ رحيم ذبيحي أحد أبرز المخرجين السينمائيين الأكراد (المستقلين)، حيث تطرقت أفلامه القصيرة إلى تداعيات الصراعات وضحايا الحرب، وكذلك القضايا الاجتماعية الشائعة داخل إيران مثل العنف ضد النساء والأطفال والعمال وغيرها، ونال العديد من الجوائز في مهرجانات عالمية.
وأكدت منصة (هه نجاو) الإخبارية الحقوقية والتي ترصد قضايا حقوق الإنسان في كردستان إيران، أن ذبيحي كان صوتا مهما ضد الحكومة الإيرانية المتورطة في قتل الأكراد.
وأشارات إلى أن المخرج الراحل كان يعتزم إنتاج فيلم قصير يسلط الضوء على معاناة "العتالين" العاملين في نقل البضائع حدوديا، والذين تستهدفهم رصاصات أجهزة الأمن الإيرانية عشوائيا.
وأوضحت المنصة الإخبارية أن الرقابة الإيرانية اعترضت على محتوى الفيلم الوثائقي، وفي أعقاب ذلك استدعت أجهزة أمنية، بينها استخبارات الحرس الثوري، المخرج الكردي طوال الأسابيع الماضية عدة مرات.
وأكدت "هه نجاو"، نقلا عن مصادر لها لم تفصح عن هويتها خشية الملاحقة أمنيا، أن عناصر من الاستخبارات الإيرانية تحاصر منزل المخرج القتيل منذ أمس السبت، لافتة إلى أن واقعة اغتياله على هذا النحو تعيد إلى الأذهان وقائع القتل المتسلسل ضد معارضين في البلاد.
وحظيت مراسم تشييع جنازة رحيم ذبيحي، الأحد، بحضور مكثف من نشطاء أكراد وسكان محليين فضلا عن صحفيين وإعلاميين، حيث ندد المشيعون بوحشية نظام طهران ضد معارضيه في الداخل، داعين لإطلاق موجة جديدة من الإضرابات والاحتجاجات بكردستان إيران.
وسخر نشطاء أكراد عبر منصات التواصل الإجتماعي من رواية رسمية نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية "إيرنا" عن علي آزادي قائد الشرطة بإقليم كردستان إيران، تفيد باعتقال المتورط الرئيسي في الحادث بدعوى خصومة شخصية، حيث أدلى باعترافات من قبيل تخديره المخرج وشقيقه لتنفيذ جريمته، على حد زعمه.
وقالت حسابات كردية عدة، عبر موقع تويتر، أن أساليب النظام الإيراني لاغتيال معارضيه المنادين بالحرية تنوّعت طوال عقود ما بين الإعدامات والرصاص، وإلقاء العبوات الحارقة، فضلا عن القتل المتسلسل، وأخيرا إضرام النيران في السيارات.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjYuMTI3IA== جزيرة ام اند امز