"لن نعود لطهران".. إيرانيون طلبوا اللجوء من "بوابة الرياضة"
لم يجد بعض الإيرانيين فرصة للهروب من طهران عبر "بوابة الرياضة" إلا واستثمروها، بدأت بمواقف منتخب كرة القدم وتوالت التحركات.
وما بين فرنسا وسويسرا، حسم لاعب المنتخب الإيراني للكاراتيه فرزاد رستمي مصير حياته بطلب اللجوء لدى البلد الثاني، وإعلان رفضه العودة إلى طهران مع البعثة.
ثلاثة أيام من مشاركة "رستمي" مع المنتخب الإيراني ضمن مسابقة الكاراتيه الفرنسية المفتوحة في باريس، كانت كفيلة باتخاذ الشاب الإيراني قراره النهائي.
ففي حديثه لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا" قال رستمي: "أنا تقدمت بطلب اللجوء في سويسرا وما جرى تداوله عن تقديم اللجوء في فرنسا غير صحيح".
اللاعب الإيراني تمسك برفض العودة إلى إيران لـ"أسباب شخصية"، لكنه رفض الإفصاح عنها، مؤكدا مشاركته مع بعثة المنتخب لينفي بذلك مزاعم الاتحاد الإيراني للكاراتيه حول أن "رستمي" لم يكن يمثل طهران في باريس.
وبحسب تقارير إيرانية فإن مسابقة الكاراتيه الفرنسية المفتوحة في باريس، والتي أقيمت في الفترة من 20 يناير/كانون الأول الجاري ولمدة يومين، فإن إيران تشارك بلاعبين من بينهم "فرزاد رستمي ووزنه 75 كيلوغراماً".
وبعد نشر نبأ عدم عودة فرزاد رستمي، أعلن اتحاد الكاراتيه الإيراني، في بيان له، أن "هذا اللاعب لم يكن رياضيًا وطنيًا"، وشارك في بطولة فرنسا المفتوحة بـ"دون ترخيص".
الاتحاد الإيراني أكد أيضا أن "تسجيل رستمي للمشاركة في بطولة باريس المفتوحة للكاراتيه" كان "مجانيًا وهو ذهب إلى فرنسا من اليونان".
رستمي ليس الأخير
ورستمي ليس الأول بين الرياضيين الإيرانيين الذين تقدموا بطلب اللجوء بعد الاحتجاجات الأخيرة التي اندلعت في البلاد منتصف سبتمبر/أيلول الماضي.
وكان نجم كرة القدم الإيراني السابق علي كريم قد تقدم بطلب اللجوء في كندا ولكن استقر به الحال مؤخراً في ألمانيا.
كما قامت سارا خادم الشريعة، بطلة الشطرنج الإيرانية البالغة من العمر 25 عاماً في مطلع يناير/كانون الثاني الجاري بطلب اللجوء في إسبانيا بعد مشاركتها في بطولة الشطرنج في كازاخستان بدون حجاب.
وظهرت اليوم خادم الشريعة مع "بيدرو سانشيز" رئيس وزراء إسبانيا، في لقاء جمعها تخللها المواجهة بينهما في لعبة الشطرنج.
وكتب بيدرو سانشيز في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر": "اليوم تعلمت الكثير من امرأة ملهمة.. سارة خادم سيدة الشطرنج للسيدات".
وأعلن رئيس وزراء إسبانيا دعمه الكامل للرياضيات، مؤكدا أن تلك النسوة سيساعدن في بناء عالم أفضل.
وسارا خادم الشريعة ظهرت في بطولة العالم السريع للشطرنج في ألماتي بكازاخستان دون حجاب، وبعد البطولة انتقلت إلى إسبانيا، لكنها قالت إنها لم تغير جنسيتها.
وخلال السنوات القليلة الماضية هاجرت أيضًا أتوسا بوركاشيان، وغزال حكيم فرد، وميترا حجازيبور، ودرسه درخشاني، اللواتي يحملن رتبة سيد كبير في مجال الشطرنج النسائي، إلى دول أجنبية ورفضن العودة لإيران.
كما اتخذ لاعب الشطرنج الرجالي علي رضا فيروزجا وحكم الشطرنج الدولي شهرية بيات قرارا مماثلا في السنوات الماضية، وتخليا عن مواصلة أنشطتهما المهنية تحت غطاء الاتحاد الإيراني للشطرنج.
وتشير الإحصائيات إلى أن هناك أكثر من 60 رياضيا إيرانيا تقدموا بطلبات لجوء في عدد من الدول الأجنبية منذ عام 2015.
فيما أعلن مركز الأبحاث التابع للبرلمان الإيراني في عام 2020، "أنه على مدار العقدين الماضيين، هاجر أكثر من 38 رياضيًا من إيران، ومن أهم أسباب ذلك منع المسؤولين من مواجهتهم مع خصوم إسرائيليين".
وفي الوقت الحالي، أصبح موضوع الحجاب الإلزامي أحد أسباب مغادرة الرياضيين إيران والتحول إلى لاجئين.
أسباب الهجرة
بهرام صلواتي، مدير مرصد الهجرة الإيراني، أرجع زيادة الرغبة في الهجرة بعد الاحتجاجات الأخيرة إلى "الأوضاع الحاكمة، وعدم الاستقرار الاقتصادي، والفساد المؤسسي في البلاد، والعقوبات، وتقلبات أسعار العملات، والتضخم والظروف الاقتصادية".
صلواتي اعتبر تقييد الإنترنت أيضًا سببًا إضافيًا "زاد من الرغبة في الهجرة بين أولئك الذين يعتمد قوتهم على اتصالات بالشبكة العنكبوتية".
وفي سياق متصل، قالت "شايسته قادربور"، لاعب الشطرنج الوطني الإيراني السابق عن أسباب الهجرة: "في عالم اليوم، تعتبر القضايا الحرية الشخصية محترمة لدى الدول، حتى لو شاركوا في بطولة كممثلين لدولة ذات قواعد خاصة، ويجب ألا تحد هذه القواعد من الحريات الفردية للرياضيين".
وأضافت قادربور التي تعيش الآن في الولايات المتحدة الأمريكية: "لقد سئمت من الرقابة والتظاهر والقتال وحدي في إيران، ولهذا السبب كانت الهجرة حتمية بالنسبة لي".
وتلاحظ قادربور أيضًا: "في الشطرنج الإيراني، تم استخدام نصف طاقتي للهروب من أيدي حراس الأمن الذين أرسلتهم الحكومة معنا إلى البطولات الدولية لمراقبة ارتداء الحجاب الإلزامي".