"موت سريري".. إيران تبحث عن "ريمونتادا" لإنعاش الاتفاق النووي
حالة جمود أو "موت سريري"، كلمات كشفت عن وضع الاتفاق النووي الإيراني بعد قرابة عامين من محاولة "فاشلة" للعودة إليه، بعد الانسحاب الأمريكي منه عام 2018.
فعلى الطريق إلى القنبلة النووية، جمعت إيران ما يكفي من المواد لصنع "عدة أسلحة نووية"، إلا أنها لا تملك واحدًا حتى الآن، في الوقت الذي باتت فيه عملية إحياء اتفاق 2015، "شبه مستحيلة".
وباتت المفاوضات التي بدأت في أبريل/نيسان 2021 في فيينا باتت متوقفة الآن، فيما جمعت إيران ما يكفي من المواد لصنع "عدة أسلحة نووية"،
ووسط رفض أمريكي لإحياء اتفاق 2015، الذي تعتبره واشنطن "في حكم الميت"، باتت المفاوضات التي بدأت التي بدأت في أبريل/نيسان 2021 في فيينا متوقفة الآن، رغم المحاولات الإيرانية الحثيثة لدفعها قدمًا، أملا في رفع العقوبات الأمريكية التي "تطوق" اقتصادها.
فما جديد الاتفاق النووي؟
تستعد إيران لاستقبال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، في زيارة سيجريها إلى العاصمة طهران، الشهر المقبل لإجراء محادثات "تشتدّ الحاجة" إليها لحمل طهران على استئناف التعاون بشأن أنشطتها النووية.
وقال رافايل غروسي في تصريحات للنواب الأوروبيين: "قد أعود إلى طهران ... في فبراير/شباط، ربّما، لإجراء حوار سياسي تشتدّ الحاجة له أو لإعادة إطلاقه مع إيران".
رحلة تأتي فيما قطار المفاوضات الجارية بوساطة الاتّحاد الأوروبي بهدف إحياء اتفاق 2015 الذي تمّ التوصّل إليه لمنع إيران من حيازة السلاح النووي مقابل رفع العقوبات الدولية، يتعثر.
ذلك التعثر، أشار إليه غروسي بقوله إن هناك "جمودا كبيرا، كبيرا جدًا" في تلك المفاوضات، مشيرا إلى أنّ تراجع إيران عن الاتفاق، بما في ذلك فصلها 27 كاميرا تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تراقب مواقعها النووية المعلنة، يعني أن الوكالة الدولية لم تعد تراقب بشكل فعّال برنامج طهران النووي.
أسلحة نووية
المسؤول الأممي، قال إنّ الوكالة لم تعد قادرة على مراقبة ما يجري "منذ عام على الأقل"، معربًا عن أمله في "إحراز بعض التقدم" في استعادة التعاون الإيراني مع وكالته خلال زيارته.
وفي حديثه عن أنشطة إيران النووية الأخيرة، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم إلى مستوى أعلى مما حدّدته خطة العمل الشاملة المشتركة، قال غروسي "هذا المسار ليس جيدًا بالتأكيد"، مشيرًا إلى أنه بالإضافة إلى أنها لم تقدم للوكالة الدولية للطاقة الذرية معلومات طلبتها بشأن الآثار المشعّة التي عُثر عليها في مواقع لم يتمّ الإعلان عنها كمواقع نووية، فإنّ مخزون إيران المتزايد من اليورانيوم المخصّب يثير القلق.
وأضاف: "لقد جمعوا ما يكفي من المواد النووية لصنع عدد من الأسلحة النووية - وليس سلاحًا واحدًا في هذه المرحلة"، مشيرًا إلى أنه لدى إيران اليوم 70 كيلوغرامًا من اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 60% و1000 كيلوغرام بدرجة نقاء 20%.
وفيما تحتاج إيران إلى بلوغ درجة النقاء نحو 90% لصنع سلاح نووي، قال غروسي إنّ حيازة الإيرانيين مخزوناً كبيراً من اليورانيوم المخصّب "لا تعني أن لديهم سلاحًا نوويًا"، فصنع قنبلة ذرية يتطلب التصميم والاختبار. ما يعني أنه "يجب أن نشعر بالرضا".
ومنذ انسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عام 2018، من الاتفاق النووي، معيدًا فرض جميع العقوبات التي رفعتها الولايات المتحدة، تخلت إيران عن القيود الرئيسية في خطة العمل الشاملة المشتركة، واستأنفت تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 20٪ ثم تخصيبه إلى 60٪.
فشل إيراني
غروسي أشار إلى أنه بالإضافة إلى فشل إيران في التوضيح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الآثار الإشعاعية الموجودة في أماكن لم يتم الإعلان عنها كمواقع نووية، فإن مخزون إيران المتزايد من اليورانيوم المخصب أمر مثير للقلق أيضًا.
وتقول الوكالة إن المواقع لم يتم الإعلان عنها قط كجزء من البرنامج النووي، ولم تقدم إيران أي تفسير لسبب اكتشاف المواد في المواقع. وكانت حالة هذه الأماكن الثلاثة واحدة من القضايا التي أصبحت واحدة من العقبات الخطيرة في المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي.
وطالبت إيران في مفاوضات فيينا بإغلاق هذه القضية في الوكالة، لكن الأطراف الغربية قالت إن هذه القضية لا تتعلق مباشرة بخطة العمل الشاملة المشتركة ويجب حلها من قبل خبراء الوكالة.
وتقع الأماكن الثلاثة التي تقول الوكالة إنها ملوثة باليورانيوم ولم تعط إيران "إجابة مرضية" في مدينة ورامين وتوركوزاباد في ضواحي طهران، وواحدة في مدينة مريوان بمحافظة كردستان غرب إيران.
وردًا على تقرير المدير العام، أصدر مجلس محافظي الوكالة الأسبوع الماضي قرارًا يطلب من إيران تقديم إجابات "مقنعة" على أسئلة الوكالة حول هذه الأماكن.
إلا أن إيران ردت قائلة إن "الأماكن المذكورة في تقرير المدير العام تستند إلى مزاعم قدمها طرف ثالث خبيث - أي النظام الإسرائيلي - ليس له أساس قانوني".
وفي سياق متصل، قال رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، الأربعاء، إن "الاتهامات ضد إيران كذبة كبيرة"، مضيفاً: "وفق وثائقهم الرسمية ليس هناك انحراف في برنامجنا النووي وتعاملنا مع الوكالة مستمر ونتابع تنظيم زيارة مديرها إلى طهران".
مزاعم إيرانية
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان زعم أن "الأمريكيين يصرون على العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة"، مضيفاً أن "تبادل الرسائل مع المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين بشأن إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة مستمر".
وأوضح الدبلوماسي الإيراني، أن "الأمريكيين، الذين أدركوا قبل الدول الأوروبية الثلاث بكثير، أنه لا توجد أخبار وراء الاضطرابات في إيران و أنه لن يحدث شيء، أرسلوا رسالة في وقت سابق وأكدوا أنهم يصرون على العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة ".
تصريحات ردت عليها أمريكا، على لسان المتحدث باسم وزير خارجيتها نيد برايس، قائلا إن "إحياء الاتفاق النووي ليس على أجندة إدارة بايدن".
وأوضح برايس، في تصريحات سابقة: "لم نخفف أيًا من عقوباتنا على إيران خاصة في مجال بيع النفط الإيراني"، مشيرًا إلى أن "خطة العمل الشاملة المشتركة ليست على جدول الأعمال بسبب حقيقة أن الإيرانيين قد ابتعدوا مرارًا عن العودة الثنائية للانضمام إلى خطة العمل الشاملة".
بدوره، قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى إيران روبرت مالي في تصريحات لوكالة "بلومبرغ": "ما زلنا نؤمن بالدبلوماسية، لكن منذ أن أدارت إيران ظهرها للاتفاق النووي في سبتمبر/أيلول الماضي، كان تركيزنا على مواجهة قتل النظام لمواطنيه ومواجهة مساعدته لروسيا في قتل شعب أوكرانيا".
aXA6IDQ0LjIwMC4xMjIuMjE0IA== جزيرة ام اند امز