تل أبيب تحت النار.. عبوات ناسفة ورسائل مشفرة وحمم الضفة

سلسلة تفجيرات هزت حافلات في منطقة تل أبيب، حيث انفجرت ثلاث من خمس عبوات ناسفة، وسط ترجيحات إسرائيلية بأنها صُنعت في الضفة الغربية.
ورغم عدم وقوع إصابات، أثارت الحادثة إنذارًا أمنيًا واسعًا، فيما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ«اتخاذ إجراءات صارمة ضد العناصر الإرهابية في الضفة الغربية».
فماذا نعرف عن الانفجارات؟
انفجرت 3 من أصل 5 عبوات ناسفة في حافلات بمواقع مختلفة في منطقة تل أبيب دون وقوع إصابات.
وبحسب معلومات أولية، فإن العبوات الناسفة متطابقة وفيها مؤقت وتم تصنيعها على الأرجح في الضفة الغربية.
ولم يتضح إذا ما كانت العبوات قد انفجرت قبل موعدها، إذ إنها جميعا انفجرت في حافلات فارغة.
وكان انفجار وقع في حافلة احترقت بالكامل بمدينة بات يام قرب تل أبيب ثم وقع آخر في نفس المدينة، لكن بموقع آخر تلاه انفجار ثالث في موقع قريب من الانفجار الأول.
ما علاقة الضفة الغربية؟
وعلى الفور صدرت تعليمات لجميع سائقي الحافلات بإجراء عمليات تفتيش في حافلاتهم في منطقة تل أبيب الكبرى حيث تم العثور على عبوتين ناسفتين في حافلتين في مدينة حولون الواقعة أيضا ضمن منطقة تل أبيب الكبرى.
وقالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية إنه تم العثور على إحدى العبوات التي تك اكتشافها عبارة "انتقام من مخيم اللاجئين من طولكرم" في شمالي الضفة الغربية ما عزز الاعتقاد بأن الهجمات مدبرة من قبل فلسطينيين.
وقالت الشرطة الإسرائيلية في بيان إن العبوات انفجرت في حافلات فارغة ولم تقع إصابات.
ونشرت مقاطع فيديو للحافلات وهي تحترق بالكامل بعد انفجار العبوات فيها. وأصدرت وزارة النقل تعليمات بوقف حركة القطارات في المنطقة، ولكن لم يتم العثور على أي عبوات فيها.
وقال حاييم سيرغروف، قائد الشرطة في منطقة تل أبيب، إنه تم تداول صورة لمشتبه به على مواقع التواصل الاجتماعي، وأنه بعد أن اتصلت به الشرطة، تبين أنه شخص بريء.
وأضاف سيرغروف أيضا، أن جميع العبوات الخمسة التي تم العثور عليها كانت متطابقة وعليها ساعة توقيت.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتلقى تحديثات منتظمة من سكرتيره العسكري حول حادثة العبوة الناسفة في غوش دان، وسيجري قريبا تقييما أمنيا.
وطلب عمدة بات يام زفيكا بروت من الجمهور عدم الحضور إلى مكان الحادث، قائلا: "نحن نتخذ الإجراءات الاحترازية بثقة أكبر، تقوم الشرطة بعمل ممتاز وتنتشر في جميع أنحاء المنطقة. توصيتنا هي البقاء في المنازل ".
وقالت بلدية بات يام إن الروتين في المدينة مستمر كالمعتاد وأنه لا يوجد تغيير في المدرسة غدا أو أي نشاط آخر.
وأصدرت نقابة سائقي الحافلات في الهستدروت الوطنية تعليمات لجميع سائقي المواصلات العامة بالتوقف عن قيادتهم في جميع أنحاء البلاد في أعقاب حوادث المتفجرات في الحافلات في منطقة بات يام.
وقالت: "ندعو جميع سائقي الحافلات في إسرائيل إلى التصرف وفقا لتعليمات أفراد الأمن والإجراءات المعروفة وإجراء فحص شامل للحافلات، مع التحلي بأقصى درجات اليقظة. يجب إبلاغ قوات الأمن فورا بأي حادث استثنائي إضافي".
وفي الوقت نفسه، شدد مطار بن غوريون إرشاداته وأمر بفحص جميع الذين يدخلون المطار بعناية فائقة.
إسرائيل تتوعد بهجمات
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه أصدر تعليماته لقوات الجيش الإسرائيلي بتكثيف العمليات ضد مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية ردًا على محاولات تنفيذ هجمات في منطقة تل أبيب الكبرى.
وقال في بيان "سنلاحق الإرهابيين بلا هوادة وندمر البنية التحتية للإرهاب - أولئك الذين يؤوون الإرهابيين سيدفعون ثمنًا باهظًا".
وقالت القناة 12 الإسرائيلية: "السؤال الأصعب: كيف تتمكن خلية من تنظيم نفسها لوضع متفجرات على خمس حافلات في وقت واحد - ولا يتم الكشف عن الأمر إلا لأن المؤقت تعطل؟".
وقال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل ايتمار بن غفير على منصة "إكس": "عندما توقع الحكومة اتفاقيات استسلام متهورة مع العدو بدلاً من إنزال الجحيم عليه، فإنه يكتسب شهية لزيادة محاولاته لقتل اليهود بالجملة. وهذه هي بالضبط الثمن التي حذرنا منه"
وقالت صحيفة "إسرائيل اليوم": "تشير تقديرات جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) إلى أن المهاجمين كانوا يعتزمون تفجير العبوات الناسفة في الساعة التاسعة صباحاً، لكنهم أخطأوا في توقت موعد التفجير في ساعات المساء".
ومن جهته قال زعيم حزب "معسكر الدولة" المعارض بيني غانتس على منصة "إكس"؛ "ينبغي التعامل مع حادثة الحافلات التي وقعت الليلة على أنها هجوم ضخم. لا ينبغي لنا أن ننظر إلى النتيجة، بل إلى القصد".
وأضاف: "إن محاولة قتل العشرات من الإسرائيليين في هذا اليوم الصعب يجب أن نرد عليها ليس فقط بإجراءات تكتيكية بل أيضا باعتراض المرسلين ومموليهم بشكل مباشر واستخدام أدوات قوية ضد أوكار الإرهابيين أنفسهم.
علينا أن نطالب بثمن باهظ لن تنساه المنظمات الإرهابية".