اختراق هاتف تراس.. "هاكر بوتين" يهز بريطانيا بـ"معلومات حساسة"
مع تفجر قضية اختراق هاتف ليز تراس، دخل حزب المحافظين الحاكم والسياسة البريطانية مرحلة جديدة من الاشتعال والجدل والانتقادات.
وفي وقت سابق اليوم، تفجرت قضية تعرض هاتف تراس إبان توليها وزارة الخارجية قبل أشهر، للاختراق من قبل فريق قرصنة يشتبه أنه روسي، قبل تسريب معلومات شخصية وسياسية مهمة.
صحيفة "ديلي ميل" البريطانية الصادرة الأحد فجرت القضية، وقالت إن الهاتف الشخصي لرئيسة الوزراء السابقة تعرض للاختراق ممن يشتبه أنهم عملاء للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إبان توليها وزارة الخارجية.
الصحيفة مضت موضحة أن العملاء الروس حصلوا على تفاصيل مصنفة سرية للغاية، عن مفاوضات مع حلفاء دوليين، ورسائل خاصة تبادلتها تراس مع صديقها ووزير المالية في حكومتها، كواسي كوارتينج.
ووفق الصحيفة البريطانية، تضمنت الرسائل المقرصنة مناقشات مع وزراء خارجية حول الحرب في أوكرانيا، بما فيه تفاصيل حول شحنات الأسلحة، ورسائل أخرى تلقتها وزيرة الخارجية على هاتفها الشخصي طوال عام كامل.
دور جونسون
ديلي ميل نقلت عن مصدر مطلع على الحادث وقت كشفه في الحكومة السابقة، إن الخرق الأمني تسبب في فوضى مطلقة، وجرى إبلاغ رئيس الوزراء في حينه، بوريس جونسون على الفور.
ورغم أن بعض رسائل تراس وكواسي كانت تتضمن انتقادات لجونسون، إلا أن الأخير قرر بالاتفاق مع سكرتير مجلس الوزراء، أنه ينبغي أن يكون هناك تعتيم إعلامي كامل على الأمر الذي تزامن مع ترشح تراس لرئاسة الوزراء.
وتابع المصدر "هذه ليست لحظة رائعة لأجهزة المخابرات، عندما يصبح من السهل اختراق هاتف وزير الخارجية وتسريب رسائل شخصية محرجة من قبل عملاء يُفترض أنهم يعملون لصالح روسيا".
فيما قال مقربون من تراس، إنها كانت قلقة في ذلك الوقت من تسريب الواقعة للإعلام، ما يؤدي إلى ضرب فرصها في الوصول إلى رئاسة الوزراء، وواجهت مشاكل في النوم لأيام، حتى فرض جونسون تعتيما إعلاميا.
هل طال الاختراق آخرين؟
لكن الخبير وأستاذ القانون البريطاني، جو موغوم، كتب على "تويتر": "يشعر الكثير، عن حق تمامًا، بالقلق من أن هاتف ليز تراس الشخصي قد تعرض للاختراق من قبل الروس"، مضيفا "بالمناسبة، كانت هناك مخاوف مماثلة بشأن هاتف بوريس جونسون"، وفق ما رصدته "العين الإخبارية".
أما الخبير الأمني، أنتوني جليس، فقال في تصريحات صحفية إنه "صُدم بعد الكشف عن الواقعة اليوم الأحد، مضيفًا: "ما حدث مروع للغاية ويشير إلى حكومة كانت متساهلة للغاية عندما يتعلق الأمر بمسائل الأمن القومي".
وأضاف "لدينا وزراء يستخدمون هواتفهم الخاصة لإجراء الأعمال الحكومية عبر تطبيق واتساب وبريدهم الإلكتروني الشخصي، ويجب أن يتوقف هذا على الفور.. إنه غير مسؤول على الإطلاق. وأمر مرعب للغاية".
ومضى قائلا "الأمر المروع بشكل مضاعف هو أن بوريس جونسون كان يعلم أن هذا قد حدث لكنه اختار عدم نشره.. وأخشى ألا تكون ليز تراس وحدها من تعرض هاتفها للاختراق".
أما الخبير في شؤون الإعلام، غارس ورثي، قال على "تويتر": "الأخبار حول اختراق روسيا لهاتف تراس وجمع معلومات بالغة الخطورة ثم مساعدة بوريس جونسون في التستر على ذلك، أمر مدمر للغاية للمملكة المتحدة".
المحافظون بمرمى الانتقاد
الانتقادات طالت حزب المحافظين الذي يعيش أزمات متتالية في الأشهر الماضية، إذ كتب الصحفي السياسي، ديفيد أوسلاند، على "تويتر": "تم فرض تعتيم إخباري على مزاعم اختراق هاتف ليز تراس لحماية حملتها لزعامة حزب المحافظين.. هذا غير مقبول".
فيما قالت المرشحة السابقة لمنصب عمدة لندن، سيوبان بينيتا على "تويتر": "الكشف عن اختراق هاتف تراس وتستر جونسون على الأمر.. هذا ما يحدث في بريطانيا بعد الخروج الأوروبي، التي يحكمها المحافظون".
فيما طرحت الدبلوماسية السابقة والخبيرة السياسية، الدكتورة جنيفر كاسدي، تساؤلات على "تويتر"، تضمنت "لماذا رفض جونسون الكشف عن هذا الخرق؟، هل حصل بوتين على معلومات شاملة عن جونسون (عبر هاتف تراس) وهو ما أراد جونسون إخفاءه على الفور؟
وتابعت "إذا كان المخترق عملاء بوتين، فما هي المعلومات التي يمتلكونها الآن؟".
aXA6IDE4LjExOC4yMjYuMTY3IA==
جزيرة ام اند امز