دراسة تتبنى نهجا جديدا لتنظيم درجات حرارة المدن "ذاتيا"
يؤثر التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة بشدة على مجتمعاتنا، ويسعى العلماء إلى تجنيب الأرض ويلات التغيرات المناخية.
وفي هذا السبيل، توصلت دراسة حديثة إلى أن تنظيم درجة الحرارة وإدارتها في المدن بطريقة ملائمة، يساعد المجتمعات على مواجهة التغيرات البيئية.
وألقت الدراسة المنشورة في مجلة "PLOS Climate" الضوء على كيفية استخدام الطاقة المنزلية لتنظيم درجات الحرارة.
والجدير بالذكر أن المدن الحديثة باتت تتماثل في طرق بنائها واحتفاظها بدرجة الحرارة الداخلية من خلال الطاقات المختزنة بها، مع الآلية التي يقوم بها البشر والثدييات في الحفاظ على درجة حرارة أجسامهم، عن طريق استخدام الطاقة المخزنة داخل أجسادهم.
وبالنسبة للمخططين الحضريين وشركات الطاقة، فإن بناء المدن بهذه الطريقة تعد خطوة هامة لإنقاذ آلاف الأرواح من الموجات الحارة.
وتقول هالي هيوز، مؤلفة الدراسة الرئيسية، والمساعدة البحثية في برنامج سد التنوع البيولوجي وعلوم الحفظ في معهد أريزونا للمرونة، إن دراستها تطبق نهجًا خاصًا يتعامل مع المباني والمدن كما لو كانت كائنات حية، لديها القدرة على تنظيم درجة حرارة أجسامها بطرق معينة.
وأكدت هالي هيوز أن دراستها قائمة على بناء مبانٍ وتأسيسها بطرق معينة تستخدم فيها المباني الطاقة الخارجية في شكل وقود أحفوري، أو مصادر طاقة بديلة، ليتم من خلالها الحفاظ على درجات حرارة بصورة طبيعية بالنسبة لمستخدميها.
وتوسعت دراسة هيوز عن الدراسات السابقة لها، في قدرتها على تطبيق نموذج للنظر في تأثيرات الطقس الحار على استخدام الطاقة في المباني، حيث أن دراستها لم تقتصر على الأماكن الباردة فقط، بل شملت كافة المدن بولاية أريزونا، وضمت المدن التي يمكن أن تصل درجة حرارتها إلى 120 درجة فهرنهايت.
وأثبتت نتائج الدراسة أن المباني تحتاج إلى المزيد من الطاقة لتنظيم درجات الحرارة الداخلية عندما تكون أكثر سخونة، وبناء عليه توصلت هيوز إلى أن دراسة استهلاك الطاقة في المناطق الحضرية، يمكن أن يمنح مخططي المدن وسائل فعالة للاستعداد لمواجهة درجات الحرارة المرتفعة.
وأشارت هيوز إلى أن إحدى الفوائد الرئيسية لهذه الدراسة، هو استخدامها للتنبؤ باحتياجات الطاقة المستقبلية، وبالتالي ستساعد في منع وقوع أحداث مفاجئة مثل انقطاع التيار الكهربائي.