التوتر بين واشنطن وبكين يهيمن على اجتماعات صندوق النقد
التباعد في وجهات النظر بين الولايات المتحدة وحلفائها حول موضوع التجارة يلقي بظلاله على اجتماعات صندوق النقد الدولي في واشنطن.
استمر التباعد في وجهات النظر بين الولايات المتحدة وحلفائها حول موضوع التجارة، فانقسم المشاركون في اجتماعات صندوق النقد الدولي في واشنطن بين من يعتبر الممارسات "غير النزيهة" بمثابة تهديد للنمو العالمي ومن يندد بحرب تجارية تلوح بوادرها بين الولايات المتحدة والصين.
وفي خطاب ألقاه بمناسبة تلك الاجتماعات، عبر وزير الخزانة الأمريكي ستيف منوتشين عن قناعته القوية بأن الممارسات التجارية غير النزيهة في العالم تعيق نمو الاقتصاد العالمي واقتصاد الولايات المتحدة.
وفي وقت يثير الخلاف التجاري بين واشنطن وبكين مخاوف كبيرة في العالم، حض منوتشين صندوق النقد الدولي على "التكلم بصوت أعلى وأشد حول مسألة الخلل في موازين التجارة الخارجية".
وبعد نحو عشر سنوات على بدء أزمة الانكماش الاقتصادي، أعلن صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع لدى نشر آخر توقعاته، أن اقتصاد العالم بات حيويا لا سيما بفضل تبادل السلع والخدمات، غير أنه حذر من أن هذه المبادلات التجارية نفسها قد تدفع الاقتصاد العالمي إلى "الخروج عن السكة" بأسرع مما هو متوقع.
ووجه منوتشين انتقاداته أيضا إلى الدول التي تملك فائضا تجاريا مثل ألمانيا، وقد التقى معه صندوق النقد الدولي حول هذه النقطة إذ أبدى قلقه، الجمعة، حيال الفائض التجاري الألماني المستمر.
من جهتها، أبدت فرنسا استعدادها للإقرار بضرورة أن تحسّن الصين ممارساتها التجارية.
وقال وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لومير "إننا نشاطر الأمريكيين تشخيصهم"، مضيفا "نواجه صعوبات فيما يتعلق بالقدرات الإنتاجية الفائضة للفولاذ، ولدينا مشكلة مع حماية وسائلنا التكنولوجية، لا نريد أن تتعرض التكنولوجيا الفرنسية للنهب".
غير أنه رفض في المقابل "الدخول في معركة مع الصين" ستكون برأيه "عديمة الجدوى وغير مفيدة"، داعيا إلى حض الصين على الدخول في حوار بناء.
وقال إن فرنسا تبذل كل ما في وسعها لتفادي حرب تجارية، وتؤيد قواعد المعاملة بالمثل، وهي القواعد "الوحيدة القادرة على الاستمرار".
كان المدير العام لمنظمة التجارة العالمية روبرتو أزفيدو حذر، في وقت سابق، من أن "القطيعة في العلاقات التجارية بين القوى الاقتصادية الرئيسية قد تحبط الانتعاش الاقتصادي المسجل في السنوات الأخيرة، ويهدد النمو الاقتصادي ويهدد الكثير من الوظائف".