التوتر يعود لمضيق تايوان.. إنذار صيني قبيل "اللقاء المرتقب"
توتر جديد فوق مضيق تايوان مع إعلان وزارة دفاع الجزيرة، الجمعة، عبور 9 طائرات صينية خط المنتصف اعتبره مراقبون "جرس إنذار" لرئيسة تايوان من القيام بأي استفزازات جديدة تغضب التنين الصيني خلال زيارتها لأمريكا.
ويأتي هذا التوغل بينما وصلت رئيسة تايوان تساي إنغ - وين، إلى نيويورك، في زيارة أغضبت بكين التي توعدت برد انتقامي في حال التقت رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، بينما حاولت واشنطن امتصاص غضب الصين، مؤكدة أن الزيارة "مجرد ترانزيت" وأن "رد فعل بكين مبالغ فيه".
تأهب للقتال
وزارة الدفاع في تايوان قالت إن تسع طائرات صينية عبرت خط المنتصف بمضيق تايوان اليوم الجمعة، وأضافت أنها تنفذ دوريات تأهب للقتال.
واعتبرت أن "تصرفات الصين تتعمد إثارة حالة من التوتر في مضيق تايوان وأنها تدين التصرفات غير العقلانية"، مؤكدة أنها "تراقب الطائرات الصينية عن كثب".
ولا تعد هذه المرة الأولى التي تعبر فيها طائرات صينية مقاتلة خط الوسط لمضيق تايوان، حيث زادت مثل هذه الطلعات منذ أغسطس/آب الماضي مع زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي السابقة نانسي بيلوسي للجزيرة.
ويمتد الخط على طول منتصف المضيق الفاصل بين تايوان والصين، تعتبره الجزيرة حدودا غير رسمية فيما لا تعترف به بكين.
غير أنه بين هذا وذاك، يشكل عنوان أزمات متواترة بين تايوان والصين التي تعتبر الجزيرة جزءا من أراضيها، وترفض بالتالي أي علاقات دولية رسمية معها.
خط تتقاطع فيه مخاطر "الاشتباكات" السياسية، وأيضا الحوادث العسكرية نظرا لضيقه، حيث لا يتجاوز عرضه 130 كيلومترًا (81 ميلاً) في أضيق نقطة فيه، وتزيد عمليات التوغل من مخاطر وقوع حوادث عسكرية.
تصريحات وعشاء مع مغتربين
ولم تجر تساي أي لقاءات مع مسؤولين في نيويورك وكانت أنشطتها غائبة عن الإعلام غير أن وكالة الأنباء المركزية التايوانية نقلت عنها تأكيدها على الشراكة القوية بين واشنطن وتايوان.
وأشارت إلى أن رئيسة تساي نظمت حفل عشاء مع أكثر من 700 من المغتربين التايوانيين، أكدت خلاله أن تايبيه أظهرت عزما على الدفاع عن نفسها، وقدرتها على المساعدة في حماية الاستقرار الإقليمي.
تحذير من اللقاء المرتقب
وأميركا هي محطة توقّف لرئيسة تايوان المتّجهة إلى غواتيمالا وبيليز لتعزيز العلاقات بهاتين الحليفتين، وخلال عودتها إلى تايوان ستتوقّف تساي في كاليفورنيا؛ حيث أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي كيفن مكارثي أنه سيلتقي بها.
وهو ما حذرت منه بكين التي قالت إن لقاء تساي مع رئيس مجلس النواب الأمريكي خلال توقف مخطط له في الولايات المتحدة سيكون "استفزازًا".
وفي مؤتمر صحفي الأربعاء، أضافت المتحدثة باسم مكتب شؤون تايوان في الصين، تشو فنغ ليان: "إذا اتصلت برئيس مجلس النواب الأمريكي مكارثي، سيكون هذا استفزازًا آخر ينتهك بشكل خطير مبدأ الصين الواحدة، ويؤذي سيادة الصين وسلامتها الإقليمية، ويدمر السلام والاستقرار في مضيق تايوان، نحن نعارض ذلك بشدة وسنتخذ بالتأكيد إجراءات للرد بحزم".
فيما اعتبرت أمريكا أنه "لا يوجد أي سبب على الإطلاق يجعل الصين تستخدم ذلك ذريعة لرد فعل مبالغ فيه أو لممارسة مزيد من الضغط على تايوان كون الزيارة مجرد ترانزيت".
ومنذ انتخاب تساي في 2016، كثفت الصين طلعات طائراتها المقاتلة وعبور سفنها الحربية قرب تايوان حيث تطالب بكين بتايوان وتعتبرها جزءا من أراضيها، وتعهدت بالاستيلاء عليها يوما ما، بالقوة إن اضطرت.
وفي الحفل الختامي للدورة الأولى لبرلمان البلاد في تشكيلته الرابعة عشرة منتصف الشهر الجاري، قال الرئيس الصيني شي جين بينغ إن بلاده ستعارض بحزم تدخل القوى الخارجية في تايوان والتي تعمل على انقسامها.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjE3MSA= جزيرة ام اند امز