توتر بين فيينا وطهران بعد اعتقال تاجر مزدوج الجنسية
النمسا تطالب بإيضاح حول حقيقة قضية مسعود مصاحب في حين يعتبر مسؤولون إيرانيون أنه دخل بواسطة جواز سفره الإيراني ولذا فالقضية داخلية
طالبت النمسا إيران بالإفراج عن تاجر من أصول إيرانية محتجز لديها منذ مطلع العام الجاري، وسط غموض حول طبيعة الاتهامات الموجهة إليه، الأمر الذي أثار حالة من التوتر بين البلدين خاصة أن طهران تنظر للقضية على أنها شأن داخلي.
وذكرت النسخة الفارسية لشبكة "دويتشه فيله" الألمانية، الخميس، أن السفارة النمساوية في إيران تولي اهتماما كبيرا لقضية اعتقال التاجر النمساوي مسعود مصاحب (72 عاما) بعدما أكدت الخارجية النمساوية نبأ القبض عليه في طهران.
وبعث وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالينبرج برسالة خطية إلى نظيره الإيراني محمد جواد ظريف طالب فيها بإطلاق سراح مصاحب الذي يتولى منصب أمين عام الجمعية النمساوية-الإيرانية (تضطلع بتنشيط العلاقات الثنائية بين البلدين).
وكشفت الخارجية النمساوية على لسان الناطق باسمها بيتر باور، أن أسباب اعتقال المواطن النمساوي الحاصل على جنسيتها منذ عام 1980 لا تزال مجهولة حتى الآن، بجانب طبيعة الاتهامات الموجهة له.
وبحسب المعلومات المتوافرة يمكث مسعود مصاحب رهن الاعتقال في سجن "إيفين" شمال العاصمة الإيرانية طهران منذ يناير/كانون الثاني الماضي.
وأوردت "دويتشه فيله" نقلا عن صحيفة "دير ستاندرد" النمساوية، أن مصاحب اعتقل خلال زيارته إلى إيران برفقة وفد يضم باحثين من شركة تدعي "مد آسترون" يقع مقرها الرئيسي شمال النمسا، وهي متخصصة في العلاج الأيوني.
وأجرى أمين عام الجمعية النمساوية-الإيرانية عدة زيارات إلى موطنه الأصلي سابقا، حيث عمل على توطيد العلاقات الثنائية بين طهران وفيينا على مدار 25 عاما مضت، وفقا للصحيفة النمساوية.
ويحمل التاجر النمساوي المنحدر من أصول إيرانية درجة الدكتوراه في تخصص الهندسة الميكانيكية من جامعة فيينا التقنية في عام 1975، بينما من غير المعلوم هل تم القبض عليه بسبب أنشطته التجارية في إيران أم لا، بحسب دير ستاندرد.
ويعاني مسعود مصاحب مضاعفات لعدة أمراض، حيث تتسبب ظروف السجن والعلاج غير الكافي ضررا لسلامته الجسدية.
ولم تنجح عائلة التاجر النمساوي - الإيراني في التواصل معه هاتفيا منذ اعتقاله في إيران سوى لمرة واحدة، منتصف أبريل/نيسان الماضي، أخبرهم فيها بوجوده رهن الاحتجاز في سجن إيفين.
وطالبت الخارجية النمساوية بإيضاح حقيقة قضية مسعود مصاحب والإفراج عنه، في حين قال مسؤولون إيرانيون إنه (مصاحب) دخل بلادهم بواسطة جواز سفره الإيراني لذا فالقضية برمتها داخلية.
وترفض السلطات الإيرانية الاعتراف بحاملي الجنسيات المزدوجة، حيث تنظر لهم الأجهزة الأمنية بعين الريبة ويكونون عادة عرضة للاعتقال.
وتعرض عدد من الحاملين لجنسيات أجنبية بجانب الإيرانية إلى مشكلات بعضها لا يزال قائما خلال السنوات الأخيرة، حيث تنظر إليهم سلطات طهران كورقة مساومة سياسية مع حكومات بلدانهم التي يحملون جنسيتها.
aXA6IDMuMTI5LjQ1LjE0NCA= جزيرة ام اند امز