خيام الإفطار الجماعي.. نموذج للتآخي بين الموريتانيين في رمضان
الشباب المتطوعون في خيام الإفطار الرمضانية الموريتانية يقومون بغسل الصحون وتجهيز الموائد، ومساعدة المشرفات على الطعام.
أمام المستشفيات وفي الطرق والساحات العامة بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، نُصبت الخيام مع حلول شهر رمضان المبارك، لاستقبال الصائمين الذين لم يتمكنوا من الإفطار في منازلهم لظروف معينة، أو الفقراء وذوي الحاجة الذين لا يجدون قوتهم اليومي، في مشهد يعكس التآخي والتراحم وعطف الغني على الفقير في شهر الرحمة والمغفرة، شهر رمضان المبارك.
موائد الرحمن، التي تنتشر في العديد من البلاد الإسلامية، عرفت طريقها إلى موريتانيا قبل 6 سنوات، ويقول الشيخ ولد التليميدي، وهو أحد القائمين على إعداد موائد الإفطار في هذه الخيام، إن هناك هيئات ومنظمات مدنية وأهلية تتولى في الغالب تشييدها، والإنفاق على الإفطار بداخلها لصالح الفقراء والمحتاجين وعابري السبيل.
وأضاف التليميدي في حديث لـ"العين الإخبارية" أن هناك أيضاً مساهمات من الأفراد وميسوري الحال، في الإنفاق على تشييد هذه الخيام وتزوديها بالمؤن التي يحتاجها الصائمون، مشيراً إلى أن ما يُقدم خلال موائد الإفطار في هذه الخيام يفي بمتطلبات حاجة الصائمين الذين يتخذونها مكاناً يومياً للإفطار لدواعي وأسباب مختلفة، مؤكدا أن الأطباق والوجبات متنوعة وغنية.
وأشار إلى أن هذه الخيام تمثل كذلك مأوى للأشخاص خلال ساعات النهار، للاحتماء بها من حرارة الشمس الحارقة خلال ساعات الذروة، مؤكداً أن المنفقين على تشييد هذه الخيام حريصون على أن تكون مكاناً يأوي إليه كل أصحاب الحاجات.
محمد عبدالله، أحد القائمين على بعض مشروعات إفطار الصائمين، أشار في حديث لـ"العين الإخبارية"، إلى أن الخيام المخصصة لإفطار الصائمين يتم الإنفاق عليها كذلك من قبل التجار، منوهاً بدور المتطوعين الشباب الذين يقدمون خدمات الإفطار اليومية.
وأوضح أن الشباب المتطوعين في خيام الإفطار الرمضانية الموريتانية يقومون بغسل الصحون وتجهيز الموائد، ومساعدة المشرفات على الطعام، والتجول في الشارع بحثاً عن من يريد الإفطار، أو من يريد أن يتبرع لهذه المشاريع، كما يقومون بتوزيع وجبة الإفطار للمحتاجين الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالموائد.
وأكد عبدالله أن الأشخاص الذين تعودوا على ممارسة الأعمال الخيرية لا يهتمون كثيراً بحساب الأرباح والخسائر، لكنهم يهتمون كثيراً بإرضاء الجانب الديني لديهم.
أما الحسن، وهو أحد المستفيدين الذين اعتادوا الإفطار في هذه الخيام، فيقول إنه يلجأ إليها يومياً نظراً لطبيعة عمله التي تفرض عليه التأخر عن المنزل، مما يضطره للإفطار في الطريق، مشيداً بالأشخاص المتطوعين الذين يستقبلونه في هذه الخيام، ويقدمون له حاجاته من الإفطار.
واعتبر أن جو التآخي والتراحم السائد خلال شهر رمضان المبارك، هو امتداد للسمات الطيبة المنتشرة بين فئات هذا الشعب، والتي ورثوها عن الآباء والأجداد.
aXA6IDMuMTIuMTU0LjEzMyA= جزيرة ام اند امز