مأزق بريكست.. تيريزا ماي تحاول الإنقاذ بتأجيل الانفصال 12 شهرا
تيريزا ماي تجد صعوبة في التحكم في عملية بريكست بعد أن رفض البرلمان بشكل حاسم اتفاق الخروج للمرة الثانية.
أعلنت الحكومة البريطانية أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي ستبعث رسالة إلى رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك تضمنها خطة لإرجاء بريكست إلى ما بعد موعده المحدد في 29 مارس/آذار، بحسب ما أعلن المتحدث باسمها موضحا أن المأزق البرلماني وصل إلى مستوى الأزمة.
- إحياء "بريكست" يضع تيريزا ماي في موقف صعب أمام رئيس البرلمان البريطاني
- بريكست.. سابقة تاريخية عمرها 415 عاما تنسف استراتجية ماي
وأضاف المتحدث بأن ماي ستبعث الرسالة قبل توجهها للمشاركة في قمة بروكسل الخميس، بعد وعدها بالسعي للحصول على تأجيل طويل لموعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وكانت ماي تأمل في أن تتمكن من تمرير الخطة التي توصلت إليها مع الاتحاد الأوروبي في البرلمان قبل موعد الانسحاب رغم رفض النواب لها مرتين.
ولكن وفي قرار دراماتيكي أثار غضب الحكومة وتحذيرات من أزمة دستورية، أعلن رئيس مجلس العموم جون بيركو، الإثنين، أنه لا يمكن التصويت على الاتفاق في شكله الحالي مرة ثالثة.
وقال المتحدث باسم ماي إن رسالتها ستصل إلى توسك الأربعاء، وسط تقارير بأنها قد تسعى لإرجاء البريكست مدة 12 شهرا.
وأضاف "رئيسة الوزراء ستكتب إلى دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي، قبل أن يبدأ المجلس بحث تمديد المادة 50" من معاهدة لشبونة.
وتجد ماي صعوبة في التحكم في عملية بريكست بعد أن رفض البرلمان بشكل حاسم اتفاق الخروج للمرة الثانية.
وبعد أسابيع من المأزق والفوضى السياسية في البرلمان، اضطرت ماي إلى الإقرار بوجوب تأجيل بريكست، وسط مخاوف من صدمة اقتصادية في حال أنهت بريطانيا عضويتها المستمرة منذ 46 عاما في الاتحاد الأوروبي دون اتفاق.
إلا أنها قالت إنه إذا دعم النواب اتفاقها هذا الأسبوع، فربما يكون التأجيل قصيرا للمصادقة على النص.
وكانت ماي حذرت من أن عدم التوصل إلى اتفاق سيؤدي إلى تأجيل طويل لبريكست، وأن ذلك يمكن أن يعني أن على بريطانيا المشاركة في انتخابات البرلمان الأوروبي.
الموافقة على التأجيل ليست تلقائية
أدانت الصحف المؤيدة لبريكست في بريطانيا بيركو ووصفته بأنه "مدمّر بريكست".
لكن ماي لم تكن متأكدة مطلقا بأن اتفاقها سيحظى بموافقة البرلمان هذا الأسبوع نظراً لأن العديد من نواب حزب المحافظين يعارضون الاتفاق معتقدين أنه يبقي بريطانيا قريبة جدا من الاتحاد الأوروبي.
وتتواصل المحادثات الهادفة إلى اقناع نواب حزبها وحلفائهم من الحزب الديمقراطي الوحدوي، بدعم الاتفاق.
وتسري تكهنات بأن توصل ماي إلى أي اتفاق مع الاتحاد الأوروبي حول تأجيل بريكست قد يكون كافيا لإقناع بيركو بالتصويت مجددا على الاتفاق.
وفي برلين، قالت المستشارة أنجيلا ميركل "سأحارب حتى الساعة الأخيرة من الموعد النهائي في 29 مارس/آذار لخروج منظم من الاتحاد، ليس لدينا الكثير من الوقت، لكن لا تزال لدينا أيام قليلة".
إلا أن أحد مساعدي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حذر من أن الموافقة على طلب التمديد "ليس مؤكدا أو تلقائيا".
الاتفاق الوحيد المطروح
أضاف قرار بيركو مزيدا من التعقيد لعملية بريكست الصعبة أساسا والتي كشفت عن انقسامات عميقة في البرلمان البريطاني.
ولا يزال النواب غير متفقين على كيفية تطبيق نتيجة استفتاء 2016 للخروج من الاتحاد الأوروبي، كما لا يزال الناخبون منقسمين بعد نحو ثلاث سنوات من تصويتهم في الاستفتاء بنسبة 52% مقابل 48%.
وتستمر ماي في تأكيد أن اتفاقها الذي يغطي حقوق المواطنين الأوروبيين، وفاتورة تدفعها بريطانيا، وخطط الحدود الإيرلندية والفترة الانتقالية بعد بريكست، هي تسوية جيدة.
وأشار العديد من النواب إلى أن قرار بيركو يعني أن على ماي أن تعود إلى طاولة المفاوضات في هذه المرحلة المتأخرة.
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xNDEg جزيرة ام اند امز