بريكست.. سابقة تاريخية عمرها 415 عاما تنسف استراتجية ماي
السابقة التاريخية التي تم تأكيدها في 5 مناسبات ولم يطعن عليها منذ 1920 تمنع السلطة التنفيذية من إضاعة الوقت على قضايا حسم أمرها بالفعل.
رأت صحيفة "التايمز" البريطانية أن رئيس مجلس العموم البريطاني جون بيركو لم يعر الحكومة أي انتباه عندما قرر إلقاء قنبلة تنسف استراتيجيتها للخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
وذكرت الصحيفة أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي علمت بالأمر، كما علم به الجميع بعد قرار رئيس مجلس العموم أنه بموجب سابقة تاريخية عمرها 415 عامًا، لا يمكن لها أن تعيد عرض خطتها للخروج من الاتحاد الأوروبي على البرلمان مجددًا حتى "تغيرها تغييرًا جذريًا".
- إحياء "بريكست" يضع تيريزا ماي في موقف صعب أمام رئيس البرلمان البريطاني
- "ماي" تحذر البرلمان: بدائل بريكست أسوأ
هذه السابقة التاريخية، التي تم تأكيدها في 5 مناسبات أخرى منذ عام 1604 ولم يطعن عليها منذ 1920، تهدف لمنع السلطة التنفيذية من "ترهيب البرلمان" وإضاعة الوقت على قضايا حسم أمرها بالفعل.
عدت الصحيفة البريطانية الخطورة ضربة كبيرة لماي التي تعتمد استراتيجيتها الكاملة لبريكست على اعتقادها بأنها يمكنها "تخويف البرلمان عن طريق التصويت مجددا على خطتها" التي رفضت مرتين بالفعل حتى يقترب شبح الخروج بلا اتفاق أو شبح عدم الخروج بالدرجة التي تجبر البرلمان على الإذعان.
وفي الواقع، هذه الاستراتيجية وصلت لنهاية الطريق بالفعل حتى قبل تدخل بيركو، فقد كان من المتوقع أن تفاوض رئيسة الوزراء على تصويت جديد لليوم وأمضت نهاية الأسبوع في محاولة التوصل إلى أساليب جديدة للحصول على دعم الحزب الاتحادي الديمقراطي، لكن يبدو أن تلك الجهود لم تسفر عن شيء.
وأوضحت الصحيفة أن رئيس مجلس العموم البريطاني نجح في فعل أمر بدا مستحيلا حتى الآن، حيث تمكن من توحيد جانبي البرلمان، الجانب المؤيد للبريكست والآخر المعارض له، فقد أيده مؤيدو الخروج؛ لأنه بث روحا جديدة في احتمال الخروج بلا اتفاق.
وأشارت "تايمز" إلى أنه حصل على تأييد المعارضين للخروج لأنهم يرون أن قراره سيجبر رئيسة الوزراء على تمديد العمل بالمادة خمسين من اتفاقية لشبونة المتعلقة بإجراءات العضوية والانفصال عن التكتل الأوروبي، لافتة إلى أن ما سيحدث لاحقًا سيعتمد على القرارات التي سيتم اتخاذها في بروكسل كما في لندن.
من جانبها، ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن كبار زملاء ماي أبلغوها أن عليها وضع جدول زمني للاستقالة إن كانت تأمل إقناع أعضاء البرلمان من حزب المحافظين المؤيدين لبريكست بخطتها.
ووردت تقارير حول إبلاغ جوليان سميث، مسؤول الانضباط في حزب المحافظين، رئيسة الوزراء أن بعض مؤيدي الخروج من الاتحاد الأوروبي من أعضاء حزب المحافظين سيصوتون لصالح خطتها فقط إن كانوا متأكدين من عدم بقائها لقيادة الحزب في جولة جديدة من التفاوض مع الاتحاد الأوروبي.
وتحدثت بعض من الشخصيات البارزة بحزب المحافظين حول "انتقال منظم" للسلطة في وقت قريب لمؤتمر المحافظين في أكتوبر/تشرين الأول. كانت ماي أعلنت أنها لن تقود حزب المحافظين في الانتخابات العامة المقبلة، المقررة عام 2022، لكنها لم تعط أي مؤشر عن التاريخ الذي قد تستقيل فيه من منصبها.
aXA6IDMuMTQyLjUzLjE1MSA= جزيرة ام اند امز