التفتيش الذاتي للنساء بالدوحة.. أسترالية تروي تفاصيل "رحلة الذل"
"مرعبة".. كلمة واحدة وصفت بها امرأة أسترالية التجربة التي عاشتها في مطار الدوحة، حيث خضعت وأخريات لتفتيش ذاتي وفحص قسري.
كيم ميلز واحدة من 9 نساء اقتادتهن السلطات من طائرة للخطوط الجوية القطرية متجهة إلى سيدني عبر دهاليز مطار "حمد الدولي" إلى ما بدا أنه مرآب سيارات مظلم.
ميلز والأخريات كانت تنتظرهن 3 سيارات إسعاف لإجراء فحوصات طبية لتحديد ما إذا كانت أي من النساء قد أنجبت مؤخرًا أثناء محاولة السلطات التعرف على والدة رضيع عُثر عليه في مراحيض المطار.
وفي روايتها لما حدث في هذه الواقعة التي قوبلت بغضب شديد، قالت ميلز لصحيفة "جارديان أستراليا": "طلبوا مني أن أتقدم للأمام، وأن أركب سيارة الإسعاف، وعندما تقدمت استدار ضابط آخر ووقف أمامي وقال:" لا، لا، اذهبي، اذهبي".
وأضافت: "وبينما كنت أقف هناك مع هذا الضابط الذي يطلب مني أن أذهب، خرجت فتاة شابة من سيارة الإسعاف كانت تبكي ومصدومة".
وتابعت: "استدرت للتو وبدأت في السير معها في محاولة لتهدئتها. قلت، ما الخطب، ما الذي حدث؟، فأخبرتني أنهم عثروا على رضيع في الحمام في المطار وكانوا يفحصون جميع النساء".
وزادت: "لقد كنت الأكثر حظًا على مدار الرحلة لأن شعري رمادي وأنا في الستينيات من عمري. ربما نظروا إلي وفكروا جيدًا، هذا مستحيل، لا يمكن أن تكون هي".
وفي وقت لاحق، أخبرتها نساء أخريات على متن الطائرة أنهن طُلب منهن خلع ملابسهن الداخلية لفحصهن.
وكانت ميلز قد سافرت إلى إيطاليا في يونيو/حزيران لدعم ابنتها التي أنجبت مؤخرًا، حجزت تذكرة على درجة رجال الأعمال بعد قراءة تقارير إعلامية عن طرد مسافرين بالدرجة الاقتصادية من الرحلات الجوية، بحسب الصحيفة.
كانت الأولى من بين 34 راكبًا صعدوا على متن الرحلة في الدوحة وعلى الفور بدلت إلى ثياب النوم، وخلدت إلى النوم، لكن الطائرة لم تقلع.
تفاصيل رحلة الرعب
ومضت بالقول: "في كل ساعة يأتي قائد الطائرة أو مساعد الطيار ويعتذرون عن التأخير، قائلين إنهم ينتظرون السماح بالإقلاع".
وأردفت قائلة: "عدت للتو للنوم. ثم استيقظت أخيرًا، أعتقد أنه بعد 3 ساعات، على يد المضيفة الرئيسية التي كانت تهزني لاستيقظ. وقالت إن عليّ الحصول على جواز سفري ومغادرة الطائرة".
وعندما قلت لها: "ما الذي تتحدثين عنه، ما الذي يحدث؟"، ردت: "على الشرطة التحدث معك، وعليك الحصول على جواز سفرك والمجيء على الفور".
وأشارت ميلز إلى أنه بعد فحص النساء العاملات في الخطوط الجوية القطرية، أحضرن إلى الطابق العلوي ونقلن إلى غرفة المقابلات، حيث طُلب منهن تقديم معلومات عن رحلاتهن.
وبحلول الوقت الذي سُمح لهن فيه بالعودة إلى الطائرة، تضيف مليز "كانت ساقاي ترتعشان. لقد سررت للغاية بالعودة إلى الطائرة لأنني كنت خائفة من أنهم سيأخذونني بعيدًا إلى مكان ما.. لماذا لم يشرحوا لنا ما جري؟ كان الأمر فظيعًا، عدم المعرفة، بالنسبة لي كان ذلك أحد أسوأ جوانب الأمر".
وقبل أن يغادر الركاب الطائرة بعد وصولها إلى سيدني، قدم رئيس المضيفين اعتذارًا نيابة عن قائد وطاقم الطائرة.
من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الأسترالية، ماريز باين، الإثنين، إن "هذا أمر مزعج للغاية، عدواني، يتعلق بمجموعة من الأحداث. إنه أمر لم أسمع به على الإطلاق في حياتي في أي سياق. لقد أبلغنا السلطات القطرية بوجهات نظرنا بمنتهى الوضوح".
وفي بيان سابق، قالت وزارة الشؤون الخارجية والتجارة إن التقارير أشارت إلى أن معاملة النساء كانت "مسيئة، وغير ملائمة بشكل صارخ، وتتجاوز الظروف التي يمكن فيها للمرأة إعطاء الموافقة الحرة والمستنيرة".
معاقبة قطر
زعيم حزب العمال الفيدرالي بأستراليا، أنتوني ألبانيز وصف الواقعة بأنها "مزعجة حقًا"، وقال إنه سيطلب إحاطة من الحكومة، مضيفا: "من وجهة نظري هذا غير مقبول بالمرة".
وتابع: "الحكومة لديها علاقة مع قطر، والحكومة في وضع يسمح لها باتخاذ إجراءات حيال ذلك وكنت أعتقد أنها بحاجة إلى شيء آخر غير مجرد كلمات قوية".
بينما قالت عضو مجلس الشيوخ عن حزب العمال، بيني وونج، إن حزبها يؤيد التعبير عن مخاوف الحكومة لدى قطر، مضيفة: "ما كان يجب أن تتعرض هؤلاء النساء لهذا الانتهاك الفاضح".
وتابعت: "نتوقع من السلطات القطرية أن تتحلى بالشفافية وأن تضمن عدم تكرار هذا النوع من المعاملة".
دعم النساء في الحجر الصحي
شرطة نيو ساوث ويلز قالت إن النساء تلقين الدعم أثناء إكمالهن الحجر الصحي الإلزامي في سيدني.
ونوهت إلى أن "هؤلاء النساء أكملن الحجر الصحي الإلزامي في نيو ساوث ويلز، وخلال هذه الفترة تم تزويدهن بالدعم الطبي والنفسي من هيئة الصحة في نيو ساوث ويلز".