السيناريو المرعب.. "ملك التوقعات" يحذر من تضخم تاريخي في أمريكا
لا أحد يعلم ما سيحدث في عام 2023، هل ينتصر الفيدرالي الأمريكي في معركته ضد التضخم، أم أنه سيقود البلاد لموجة ركود اقتصادي؟
تركيز الجهود على هزيمة التضخم، يعني حدوث الركود الذي يؤدي إلى توقف الأعمال وفقدان الملايين من الناس أعمالهم، أما محاولة تجنب الركود، فهي ستقود حتما لمستويات معيشية منخفضة بسبب ارتفاع تكاليف التضخم وانهيار العملة.
لا يوجد خيار لا ينطوي على ألم اقتصادي خطير، سواء كان مواجهة هجوم الركود، أو محاربة توحش التضخم.
الولايات المتحدة اتخذت توجه مواجهة التضخم وتناست مخاوف الركود قليلا، فماذا سيحدث في عام 2023؟
بيتر شيف، كبير استراتيجيي السوق في Euro Pacific Asset Management "يورو باسيفيك لإدارة الأصول"، الذي توقع بشكل صحيح انهيار الإسكان في عام 2008 وارتفاع التضخم في عام 2022، توقع أن يرتفع التضخم في 2023 بشكل كبير.
التضخم في الولايات المتحدة بلغ ذروته عند 9.1% في يونيو/حزيران من العام الجاري.
وقال: "نحن لا نقترب من معدل التضخم المستهدف للفيدرالي الأمريكي عند 2%"، مضيفا ربما ينخفض التضخم إلى أقل من 7% قبل أن يتجاوز 10%".
وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن التضخم الأمريكي سيسجل أعلى المستويات في عام 2023.
رفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة على مدار العام بمقدار 425 نقطة أساس في محاولة لكبح جماح التضخم، لكن شيف قال إنه قد ينتهي بهم الأمر إلى جعل الوضع أسوأ.
وفقا لـ"Kitco News"، أوضح أن "ارتفاع أسعار الفائدة يغذي في الواقع ارتفاع أسعار المستهلكين".
قال شيف، الذي خاض حملته الانتخابية لشغل مقعد في مجلس الشيوخ الأمريكي عام 2010، إن السبيل لوقف التضخم سيكون من خلال الحصافة المالية.
وقال "إذا أردنا التوقف عن فرض ضرائب على الناس من خلال التضخم، فعلينا إما فرض ضرائب عليهم بطريقة أخرى، أو علينا خفض الإنفاق".
لكنه أضاف أنه من غير المرجح أن يتم تبني مثل هذه السياسة، لأنها ستفشل في حشد الدعم السياسي.
وأشار إلى أن "المشكلة هي أنها ليست حملة جيدة لكسب الأصوات.. السياسيون دائما ما يتخذون الطريق السهل، إنهم يريدون إنفاق الأموال، وبعد ذلك يريدون إلقاء اللوم على شخص آخر في التضخم".
على الرغم من أنه سلط الضوء على أن رفع أسعار الفائدة تدريجيا يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التضخم، إلا أن شيف شدد على أنه إذا كانت الأسعار مرتفعة بما يكفي، فإن التضخم سينخفض.
وقال "الشيء الآخر الذي يجب أن يحدث هو أن أسعار الفائدة يجب أن ترتفع إلى مستوى يتجاوز معدل التضخم بهامش مريح.. نحتاج إلى أن يتوقف الناس عن الإنفاق ويبدأوا في الادخار.. إذا أبقيت أسعار الفائدة أقل من معدل التضخم، فلن يكون أي شخص غبيا بما يكفي للادخار. سينفق الجميع أموالهم بمجرد أن يضعوا أيديهم عليها".