خبراء: إحباط هجوم كنيسة مارمينا دليل نجاح الاستراتيجية الأمنية
خبراء عسكريون أكدوا أن إحباط الهجوم الإرهابي يترجم رغبة القيادة السياسية في محو أثر التنظيمات الإرهابية في مصر.
أحبط الأمن المصري مساعي الجماعات الإرهابية لاستهداف فرحة المصريين في الأعياد الدينية، وهي المحاولات التي بدأت قبل نحو 6 سنوات عبر شن هجمات إجرامية على دور العبادة المسيحية والإسلامية منذ نهاية عام 2010.
وشهد صباح يوم 29 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، آخر تلك المحاولات حينما استشهد 8 مدنيين وأحد رجال الشرطة وأصيب 4 آخرون أثناء إحباط هجوم على كنيسة مارمينا في ضاحية حلوان جنوب القاهرة.
ورغم كثافة أعداد المصلين من النساء والأطفال قبل احتفالات أعياد الميلاد المجيد، إلا أن يقظة القوات الأمنية نجحت في إحباط محاولة الهجوم على الكنيسة، إضافة إلى إلقاء القبض على منفذ الهجوم.
ويحمل النجاح الأمني في التصدي للهجوم الإرهابي دلالات بشأن تطورات الاستراتيجية الأمنية في التصدي للإرهاب، "بوابة العين" الإخبارية استطلعت آراء خبراء عسكريين بشأن أبرز دلالات إحباط الهجوم قبل نحو أسبوعين من احتفال أقباط مصر بعيد الميلاد المجيد.
اليقظة الأمنية
واعتبر اللواء عادل العمدة، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، إحباط الهجوم دليل واضح على اليقظة الأمنية لدى مؤسسات أجهزة الدول المصرية، مستشهداً بنجاح القوات المسلحة والشرطة في ضبط خلايا إرهابية خلال الحملات الأمينة الأخيرة بمحافظتي القاهرة والإسماعيلية.
وأكد العمدة على أن الخطط الأمنية لرجال القوات الجيش والشرطة تتسم بالمزيد من الاحترافية، موضحاً أن إحباط الهجوم نتيجة طبيعية لتحركات مصر لردع الإرهاب ورغبة القيادة السياسية في محو آثار التطرف.
وفي 30 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وعقب العلمية الإرهابية الدامية في مسجد الروضة، كلف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، رئيس أركان الجيش الفريق محمد حجازي، بالقضاء على الإرهاب في غضون 3 أشهر، مشدداً على استخدام جميع الوسائل لمواجهة التطرف.
واتفق اللواء طلعت موسي، الخبير العسكري مع التحليل السابق، قائلاً "تحركات المؤسسات الأمنية ناجزة في تقويض الإرهاب وكانت داعمة في ضبط خلايا إرهابية عديدة وإحباط تفجير كنيسة حلوان"، مشيداً بالدور الأمني خلال الفترة الماضية في تأمين المنشآت الحيوية والعسكرية بمصر.
إجراءات احترافية
وحرصت القوات المسلحة على مشاركة قوات الشرطة في حماية دور العبادة وتأمين الكنائس والمنشآت المهمة بجميع المحافظات؛ استعداداً لاحتفالات عيد الميلاد.
وأثني موسى على طبيعة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الشرطة في ضبط الأمن، مؤكداً وجود تطور بين التعامل الأمني بين حادث كنيسة حلوان والحوادث السابقة التي استهدفت كنائس وكمائن أمنية. ولفت إلى دور "الأجهزة التكنولوجية الحديثة، وأجهزة كشف المفرقعات، والبوابات الإلكترونية" تعد هذه الوسائل ضمن خطة أمنية محكمة تم إعدادها بشكل مسبق بين قوات الشرطة والجيش، ما يشير إلى نجاح الأمن المصري في مواجهة الإرهاب.
كما أشار موسى والعمدة إلى أن إقامة نطاقات أمنية متتالية جزء من المتابعة الميدانية لخطة تأمين الكنائس والفنادق والمناطق المهمة أثناء احتفالات أعياد رأس السنة والميلاد المجيد.
وألمح العمدة في حديثه إلى أن هذه الخطة هي امتداد إلى الجهود الأمنية لتجفيف منابع تمويل الإرهابيين، منوهاً إلى أن طبيعة الأسلحة المستخدمة في هجوم حلوان تشير إلى نجاح الحصار الأمني المفروض على ممولي الجماعات المسلحة.
ونجحت قوات تأمين الكنيسة في التصدي للهجوم قبل اجتياز الحاجز الأمني، بإلقاء القبض على المسلح الذي كان بحوزته سلاح آلي وعبوات متفجرة و5 خزن "150 طلقة نارية".
محاولة بائسة
"من استهداف المنشآت الأمنية إلى دور العبادة" بهذه العبارة أوضح العمدة التطور النوعي في الهجمات الإرهابية، قائلاً "اعتمدت الخلايا الإرهابية على استهداف مراكز الشرطة والكمائن الأمنية عقب سقوط حكم الإخوان، وسرعان ما تغير المنهج بتوجيه هجمات لدور العبادة مستهدفين المدنيين أثناء تأدية الشعائر الدينية".
وأضاف أن الحصار الأمني كان سبباً رئيسياً وراء استهداف دور العبادة واصفاً التطور النوعي بـ"الفشل الواضح" لعناصر الجماعات المسلحة، نظراً لفقدانهم القدرة على الدخول في مواجهات مباشرة مع قوات الأمن.
وفي 9 إبريل/نيسان الماضي، استهدف تفجيران إرهابيان كنيستي مارمرقس بالإسكندرية ومارجرجس بطنطا. عقب نجاح أحد الإرهابيين في التسلل داخل كنيسة طنطا وتفجير الإرهابي الآخر حزامه الناسف على باب كنيسة الإسكندرية.
واليوم نجحت قوات الأمن في إيقاف الإرهاب قبل اختراق النطاق الأمني، وحلل اللواء طلعت موسى إطلاق الإرهابي أعيرة نارية صوب أحد المحال التجارية بالقرب من مبنى الكنيسة إلى فقدان هذه العناصر القدرة على الاشتباك مع الأمن.
ووفقاً لبيان الداخلية، كان بحوزة المسلح عبوات ناسفة مستهدفاً الكنيسة من أجل إحداث أكبر عدد من الضحايا والمصابين. واعتبر الخبير العسكري أن تكتيك هذا الحادث يتسم بالعشوائية لفقدانه الاتصال مع الجماعات الإرهابية خارج مصر.
التكاتف أمن قومي
" الخطر لا يكمن في العناصر الإرهابية القادمة من الخارج، بل من الخلايا الإرهابية النائمة في الداخل" بهذا التحليل فسر مدير أكاديمية ناصر العسكرية، الجهود المبذولة من قبل الشرطة والجيش خلال الفترة الماضية.
وأوضح أن التكاتف والتحالف بين مؤسسات وأجهزة الأمن بجانب الوعي الشعبي لدى المصريين هو كلمة السر في تحجيم الإرهاب، مشيداً بدور الكنيسة المصرية الوطني في مواجهة هذه المخاطر.
كما نوّه موسى بدور المصريين في معاونة رجال الأمن، قائلاً "الإرشاد عن الإرهابيين ومناطق تمركزهم مسؤولية تقع على عاتق المصريين في مساندة الشرطة والجيش".
وثمّن موسى الضربات الأمنية الاستباقية للعناصر المسلحة التي تعجل من خطة القضاء على الإرهاب في مصر.