إرهاب اليمين المتطرف

العالم اليوم أمام خيار واحد فقط، بتوحيد جهوده أكثر مما هي عليه الآن في مكافحة الإرهاب دون انتقائية أو أفكار مسبقة.

لقد فتح الهجوم الإرهابي الذي حدث في مسجدين بمدينة كرايستشيرش النيوزيلندية ملف التطرف في مجتمعات الغرب، والذي اتخذ طابعاً أكثر عنفاً في السنوات الأخيرة خاصة بعد صعوده اللافت في الآونة الأخيرة هناك، وهذا الصعود بالتأكيد يحمل في طياته متغيرات جذرية تجاه العالم بشكل عام، والعالم الإسلامي بشكل خاص، لاسيما في حالة وصول بعض التيارات السياسية منها إلى السلطة.

 حادثة كرايستشيرش الإرهابية كانت رسالة قوية وبليغة للعالم أجمع بأن الإسلام ليس دين إرهاب، بل دين سلم وسلام. وأن من حاولوا ويحاولون إلصاق الإرهاب بالإسلام لا يقلون تطرفاً عمّن نفذ العمل الإرهابي في نيوزيلندا، بل يعتبرون محرضين بطريقة أو أخرى.

المتطرف له مجموعة من التصورات، تتسم بالاستعلاء والشعبوية، والتمركز حول الهوية القومية ومعاداة الأجانب، ونبذ الأعراق الأجنبية، وكراهية الإسلام والمسلمين والتحريض ضدهم باعتبارهم خطراً على الهوية القومية والتركيبة الإثنية والسلم العام في أوروبا وأمريكا.

الهجمات الإرهابية على مسجدي نيوزيلندا تؤكد حقيقة واضحة، وهي أن الإرهابيين المرتبطين بالعنصرية والتطرف ليسوا أقل إجراماً من الجماعات الإرهابية الأخرى كداعش والقاعدة وغيرها. وفقاً لمعهد "الاقتصاد والسلام"، والذي يتخذ من سيدني مقراً له، فإن المنتمين لهذه الفئة نفذوا 113 هجوماً حول العالم بين عامي 2013 و2017 راح ضحيتها أكثر من 66 قتيلاً. ومع ذلك لا تزال بعض الدول تتجاهل عن عمد هذا الإرهاب ولا تعتبره تهديداً لأمنها وللعالم. يقول بي دبليو سنغر، خبير في الإرهاب في مركز "نيو أمريكا" بواشنطن: "يتعين علينا أن نتحلى بالشجاعة السياسية، ونتوقف عن تجاهل التيار المتطرف حيث إنه يمثل تهديداً إرهابيا حقيقيا أسفر عن مقتل أمريكيين، أكثر من الذين قتلهم (داعش).

حادثة كرايستشيرش الإرهابية كانت رسالة قوية وبليغة للعالم أجمع بأن الإسلام ليس دين إرهاب، بل دين سلم وسلام. وأن من حاولوا ويحاولون إلصاق الإرهاب بالإسلام لا يقلون تطرفاً عمّن نفذ العمل الإرهابي في نيوزيلندا، بل يعتبرون محرضين بطريقة أو أخرى.

 العالم اليوم أمام خيار واحد فقط، بتوحيد جهوده أكثر مما هي عليه الآن في مكافحة الإرهاب دون انتقائية أو أفكار مسبقة.